كوليت وعاصي الحلاني… قصّة حبّ دخلت اليوبيل الفضيّ

تعتبر الثنائية التي يكونها كلّ من ملكة جمال لبنان السابقة كوليت بولس والفنان اللبناني عاصي الحلاني من أكثر الثنائيات شهرةً في العالم العربي.

- من النظرة الأولى

خطفت كوليت بولس قلوب اللبنانيين لدى فوزها في مسابقة ملكة جمال لبنان عام 1989 وهي في السادسة عشرة من عمرها. "ولدتُ نجمة" هذه الجملة تكرّرها كوليت في العديد من المقابلات. إلا أنها لا تحب حياة النجومية، تفضل الحياة الزوجية. بعد أن سحبتها أضواء الشهرة من طفولتها، بدأت حياة تصوير الإعلانات والفيديو كليبات إلى جانب المشاركة في عروض الأزياء. خلال هذه الفترة، تعرفت على عاصي الحلاني في كواليس أحد البرامج. وهناك دار حديث بينهما. وخلاله، تطرّق عاصي إلى أنه في صدد التحضير لألبوم ولتصوير فيديو كليب. عندها عرضت عليه أن تشاركه في الفيديو كليب المرتقب تصويره فقبِل على الفور. عند لقائها، لم يعلم عاصي من تكون كوليت بولس، إلا بعد أن سأل المتواجدين في الكواليس عمّن تكون ليأتي الجواب بأنها ملكة جمال لبنان. يمكن القول أنّ الإعجاب لاح في الأفق بينهما منذ البداية. إذ طلب عاصي رقمها للتواصل معها من أجل المشاركة في الفيديو كليب.

- خطوة الزواج

لكي يتم تصوير فيديو كليب مع عاصي، ألغت كوليت تصوير فيديو كليب مع فنان آخر. وبالفعل، سافرا إلى سوريا لتنفيذ كليب أغنية "واني مارق مريت" تحت إدارة المخرج فواز جابر. وهي من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحان الملحن سمير صفير. وهكذا تم أول تعاون بينهما. لقاء ففيديو كليب فقصة حب. منذ ذلك الحين، بدأت قصة حبهما. تكللت بالزواج عام 1995. أخفى عاصي خبر زواجه من كوليت لمدة عام لكونه يعدّ هذا الأمر بالخاص وليس بالضرورة إعلانه. وكان مقتنعًا في بداية مسيرته الفنية أن الفنان لا يحب الزواج لكون هذه الخطوة تؤثرعلى حياته الفنية. ليتبين له بعد ذلك أنه كان مخطئًا في وجهة النظر تلك. وجد في كوليت المرأة التي ستقف إلى جانبه وستسانده في انطلاقته الأولى. وبعد حمل كوليت بابنتهما الأولى ماريتا أعلن عاصي خبر زواجهما على الإعلام. مع ازدياد المسؤوليات، وفي سبيل التفرغ للعائلة، ابتعدت كوليت عن عملها بقرار شخصي. لم يجبرها عاصي على ذلك. ويعتبر أن هذا القرار صبّ في مصلحة العائلة. "تحملتني زوجتي كثيرًا" يشدّد عاصي على هذه العبارة. ويعود ذلك لكون حياة النجم ليست سهلة. فهو غالبًا ما يكون منشغلًا بالسفر والحفلات والتحضيرات الفنية. لم يشهد جراء ذلك على ولادة أبنائهم الثلاثة: ماريتا، دانا والوليد.

- علاقتهما ببعض

يعطي عاصي لأولاده الحنان والحب. وكل الأمور الباقية تقع على عاتق كوليت. كل حياة زوجية تمرّ بالعديد من العقبات. تخللت بداية زواجهما العديد من الصعوبات. عند أيّ عقبة كانوا يواجهونها، كانت كوليت سرعان ما تطلب الطلاق. هذا كان الوضع في بداية الحياة الزوجية. أمّا الآن فقد اختلف الأمر. لا يمكنها العيش بدونه. فهي تصفه بـ "أحلى بيّ" و"أحلى زوج". في إحدى المرات، كبر الخلاف بينهما وكاد يؤدّي إلى الطلاق. لم يتحدث معها لأسبوع تقريبًا. وخلال هذه الفترة، كان في صدد تحضير أغانٍ للألبوم ووقع خياره على أغنية "لوين تروح" (من كلمات الشاعر عمر الفرا) وكان يقصد كوليت فيها. وبعد أن تصالحا أخبرها أنها كانت المقصودة بهذه الأغنية. يعبّر عاصي عن حبه لكوليت من خلال الأفعال وليس من خلال الكلام. لا مكان لديه لكلمات الحب التي أفرغت من معانيها لكثرة استخدامها يمينًا وشمالًا. هو رومانسي ويحب "كثيرًا". ولكنّه لا يجيد التعبيرعن مشاعره. وهذا بالأمر الذي يزعج كوليت. فهي صرّحت في إحدى المرّات أنها لم تسمع كلمة "أحبك" يومًا من عاصي طيلة سنوات زواجهما الـ27. تصف كوليت غيرة عاصي بالصعبة وتتمنّى ألّا يغار لأنه يتغير تلقائيًا ولا يعترف بغيرته أبدًا.

- باكورة أعمالهما

بالعودة إلى الأعمال الفنية التي شاركت كوليت عاصي فيها. إلى جانب فيديو كليب أغنية "واني مارق مريت" هناك الفيديو كليب الخاص بأغنية "عذبوني" (كلمات نزار فرنسيس، ألحان سمير صفير - عام 1998) الذي كان أشبه بفيلم قصير حمل توقيع المخرج رجا زاهر. يضاف إلى ذلك فيديو كليب أغنية "خليك بقلبي" (كلمات: نزار فرنسيس وألحان عاصي الحلاني - عام 2006) الذي أخرجه سعيد الماروق. وفي فترة الحجر، أصدر عاصي الحلاني فيديو كليب أغنية "بعشقك" (كلمات إيهاب عبد العظيم وألحان محمد عبيه – عام 2020) الذي عكس طبيعة العلاقة القائمة في عائلة الحلاني. ويأتي فيديو كليب أغنية "رجعتيني لبدايتي" (كلمات عبير أبو اسماعيل وألحان حسان عيسى) في طليعة الأعمال التي جمعت كوليت وعاصي وذلك لكون إصداره تزامن مع ذكرى زواجهما الـ 25.

مما لا شكّ فيه، يكمن نجاح أيّ علاقة في الوسط الفني بمدى عدم اهتمام الثنائي لما يشاع من شائعات حولهما، إلى جانب الحفاظ على الاحترام المتبادل بينهما. وهذا ما يميز ثنائية كوليت وعاصي الحلاني. التمسك بالعائلة هو كل شيء في هذه الحياة. يرتبط نجاح الأسرة بالحب والاحترام والتفاني.