إعلان

بين "غزة" و"سومي".. المشهد واحد: ضحايا من الأطفال!

المصدر: صيحات
محمد شهابي
محمد شهابي
من الدمار الذي حلّ نتيجة العدوان الروسي
من الدمار الذي حلّ نتيجة العدوان الروسي
A+ A-
في حروب غزّة الأربع الأخيرة، كان أقسى ما يؤلم المُشاهد والمُتضامن مع القضيّة الفلسطينيّة هو رؤيته جرائم الاحتلال الإسرائيليّ وما يرتكبه من مجازر ضدّ الأطفال الفلسطينيّين.
 
صور أشلاء الأطفال التي يتمّ انتشالها من تحت الرّدم قاسية للغاية، ومحفورة في الذاكرة؛ وصراخ الأطفال ونحيبهم وفزعهم من ويلات القصف أدمى القلب كذلك. 
 
تقع غزة في الطرف الجنوبي من الساحل الفلسطينيّ، وقد تعرّضت لحروب أربع، بين الأعوام 2008، 2012، 2014، 2021، سقط نتيجتها آلاف القتلى، جلّهم من النساء والأطفال... ومن الجنوب، نتوجّه شرقًا، مع تعرّض مدن أوكرانية عديدة إلى القصف نتيجة للعدوان الروسيّ.
 
مدينة سومي الأوكرانية، على وجه التحديد، تعرّضت لقصف عنيف ليل أمس الإثنين، ليظهر في صور نشرها السفير الأوكراني السابق إلى أوستريا، أوليكساندر شيربا، سقوط 18 مدنيًا، بينهم أطفال على إثر قصف عنيف تعرّضت له المدينة، واستهدف منشآت مدنيّة.
 
تعرّض سومي للقصف العنيف، وسقوط هذا العدد من القتلى، وبروز جثث الأطفال، أعاد إلى الذاكرة مشاهد غزّة ومعاناة أطفالها، وأبرز بشكل كبير وواضح حجم التشابه بين ظلم العدو الإسرائيلي والغازي الروسي، وأنّ مأساة الفلسطيني والأوكرانيّ هي واحدة.
 
ادّعى الروس أنّ صلات القرابة والصداقة بينهم وبين الأوكرانيين ستُسهم في تقليل الخسائر  المدنيّة، ممّا يعني أنّ القيادة الروسيّة قد أعطت توجيهات محدّدة لجنودها بعدم استهداف المدنيين والتعاطي لاعنفيًّا معهم.
ولكن عن أيّ صلاتٍ نتحدّث في ظلّ أجواء تسودها الحرب؟
وهل حقًا سنصدّق أنّ عامل الإنسانية قد يأخذ مجراه في ظلّ هذه المعركة؟
 
كذب الروس سابقًا، عندما قالوا إنّهم لا ينوون الدخول في معركة عسكريّة في أوكرانيا، ويكذبون اليوم في ما يتعلّق بعدم ارتكابهم لمجازر ضدّ الإنسانية. 
 
أما عن مشاهد جثث الأطفال، في غزة، وسومي، ودرعا، أو في أيّ مكان من هذا العالم، فلا تظهر فقط وحشيّة روسيا أو إسرائيل، بل تشير إلى أنّ العالم بمجمله متوحّش، وأنّ الشرّ هو القائد والحاكم في عالمنا.
 
وماذا عن الخير؟!
 
أظنّ أنّ أكثر ما يُمكن للخير فعله، هو مسيرة تضامنيّة، أو تغيير صورة بروفايل على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى استعمال خاصيّة الصّمت، متغاضين عن الجرائم التي تجري من حولنا.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم