الشقيّ أبو عادل والملازم يوسف الحركة

العميد المتقاعد أنور يحيى*إعتاد الشقيّ أبو عادل، من قرية عرمون قضاء عاليه، القيام بعمليات الكَسّار، حيث نشطت أعمال التشليح والسلب للميسورين العابرين على مقطع جسر القاضي، الفاصل ما بين منطقتي المناصف والشحار في قضاء الشوف.في العقد الخامس من القرن العشرين، خلال شهر أيار من العام 1945، وفي إحدى الليالي الحالكة الظلام، كمَنَ ابو عادل قرب الجسر، حيث مرور السيارات نادر في تلك الأيام.حوالي منتصف الليل، وصلت سيارة فيها سائق وشخص بقربه، آتية من منطقة قبرشمون نحو الشوف. حمل بندقيته الحربية ووقف وسط الطريق وطلب منهما الترجل وتسليمه ما ينقلونه من نقود بسرعة وإلا تعرّضا للموت بإطلاق النار عليهما من البندقية المُلقّمة!نزلَ الشخص بقرب السائق الى الارض وقال بصوت عال:أنا الكولونيل نجار قايد الدرك من دير القمر. أنت مين؟ ولم يكن الكولونيل مسلحا!عندها رد أبو عادل: ما تواخذنا يا أفندي الله معك؟صعد الضابط في السيارة وأكمل طريقه الى بلدته دير القمر، فيما أبو عادل ترك موقعه وعاد الى منزله من دون غنائم!بدأ الكولونيل مهامه بالتفتيش عن الكسّار الذي حاول سلبه في محلة جسر القاضي. وبعد نحو شهر من الاستقصاءات والاستخبارات تحقق الكولونيل ان الذي تصدى له عند جسر القاضي هو الكسّار: أبو عادل.لم يكن الجيش اللبناني قد تأسس بعد، فتولى فيلق الدرك اللبناني البحث والتحرّي عن أبي عادل لتوقيفه ومحاكمته لينال القصاص المناسب.ترأس الرقيب فضلو أسعد ناصيف، والد العميد المتقاعد جان ناصيف، رئيس مخفر قبرشمون، قوة من رجال درك عاليه لتوقيف أبي عادل.لم...