الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

الليبرالية الحالية تدمّر المجتمعات والعائلة أبرز ضحاياها

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية (أ ف ب).
تعبيرية (أ ف ب).
A+ A-
الدكتور نمر فريحة      الليبرالية مفهوم فضفاض يعتمد الحرية في مختلف أنشطة الإنسان خصوصاً تلك المتعلقة بالسياسة والاقتصاد. فهي ليست إيديولوجيا ذات مبادئ محددة تتبناها أنظمة سياسية معينة، وتطبقها، بل هي مدرسة فكرية أو فلسفة تطلب عدم تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي، وبالتالي تدعيم حرية التبادل التجاري، وبناء الصناعة والتكنولوجيا، وابتداع وسائل خدماتية وتواصلية، والاهتمام بنوعية التعليم. كما أصبحت سائدة في معظم المجتمعات بعد سقوط الإيديولجيات خصوصاً بعد 1989، وتُعدّ عاملاً قوياً في إطلاق تيار العولمة. ولأنها تركز على الحرية الاقتصادية شبه المطلقة، فقد حوّلت العالم إلى مجموعات متنافسة في شكل يتجاوز الأطر الأخلاقية لأن الغاية النهائية للمتنافسين الاقتصاديين هي بناء الثروات الكبيرة، وتحييد المنافسين الأضعف من السوق المحلية والعالمية. وهكذا نشأت شركات ومؤسسات أصبحت أموالها هائلة، وتحاول باستمرار زيادة ثرواتها من دون الأخذ في الاعتبار مصير الضعفاء أو الذين يعيشون على حافة الاكتفاء بما يحصّلونه في أعمالهم. وهكذا فإن السوق – لا الإيديولوجيا والقيم المجتمعية – هو الذي يقرر مصير المجتمع.أثر هذا الواقع على مختلف نواحي حياة الانسان، وحوّله إلى أداة إنتاج أكثر مما حافظ على إنسانيته، وخلق جيلاً لا يكترث بما كان عليه مجتمعه واقتصاده، بل أصبح رهينة لنوعية عمل تنافسي كهدف أول في حياته، ثم تأتي باقي الاهتمامات لتشغل مواقع ثانوية لديه. إن الحرية الاقتصادية هي مبدأ إيجابي منطقياً، لكنها عندما تتحول إلى فرص محلية وعالمية للمنافسة وتراكم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم