خيانة وطن واغتيال شعب

المحامي عباس صفا كلنا يعلم أن الطبقة السياسية التي حكمتنا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وُلدت من رحم الميليشيات العسكرية والمالية، التي خاضت أشرس الحروب في ما بينها، وتمكنت من اقتلاع الطبقة السياسية السابقة من جذورها، ودان الأمر لها. استبشر الناس خيراً بحكامهم الجدد، فبعضهم آتٍ من عالم الفقر المدقع، وهؤلاء بسبب شظف العيش الذي مر عليهم، لا بد من أن يكون في طليعة اهتماماتهم تأمين الحياة الكريمة لكافة الناس، وجعل لبنان وطن الإنسان، وبعضهم الآخر يريد أن يكتب التاريخ أنه ساهم في إنقاذ الوطن والمواطن.إعتقدنا أن لبناننا الجديد سيأخذ من سويسرا نظامها المصرفي، ومن الدول الاسكندينافية قيمة الإنسان فيها، وروعة الجمال من مدينة كانّ الفرنسية ومن مدينة كابري الإيطالية. إستهل حكامنا رحلة صناعة لبنان الجديد، بمصادرة ممتلكات الناس في الأسواق التجارية، وتوزيع الأموال على أزلامهم،  مستحقاً وغير مستحق، من صناديق أنشئت لغايات صحيحة حوّلوها إلى صناديق مشتبه فيها، ثم كانت سياسة الإستدانة من الداخل والخارج رغم الإعتراضات الكبيرة عليها، وتوالت الخيبات حتى بدا الأمر وكأن الوعود التي أطلقوها بقيامة وطن حقيقي تسوده العدالة والمساواة واحترام الدستور والقوانين والعمل المؤسساتي، كانت وعودا عرقوبية فوصلنا اليوم الى الإنهيار الشامل. نحن...