الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"سنجاب يقع من البرج" لشوقي أبي شقرا طبعةً ثانية كنبيٍّ شعرُهُ الأبجدية الراعفة والإصغاء إلى الهسيس

المصدر: "النهار"
Bookmark
"سنجاب يقع من البرج" لشوقي أبي شقرا.
"سنجاب يقع من البرج" لشوقي أبي شقرا.
A+ A-
قصي الحسين"إنكسر الجواد/ وسافرت جمرتنا/ في مركب الرماد/ للبحارة الأولاد/ والوعل/ هذا الحجر الكريم في بستاننا/ والورد/ جاء إليه الغول/ والقيصر/ والبرد/ الهم كلب أسود/ الهم حرف الهاء/ يا جاري المضاء/ ساعدني/ الهم ذو قرنين/ أسرجه ويأخذني/ يا جار/ يا نار."متعب باللغة، بالكتابة، بالحبر، بوجع الأهل والناس، متعب بالأرض، يحملها على كتفه جرة ماء، يخشى عليها أن تنكسر لبنتها التي جفت كثيرا، التي شاخت، التي تفسخت كبلقع في ضواحي البوادي. متعب بالهسيس، حين يهرب إلى وحدته ولا يعود يسمع الوحشة. ينصت إليه كخلد من تحت شرشف الترب، من داخل الجحر، من تحت جذر يعاند ولادة الصخرة. متعب بالهسيس يرن في أذنيه، كورقة تنحني للماء. متعب برقة جناحين، تحرك زغبهما نسمة شاردة بين غصنين وكوزين وترابين جددت طفولتها في عب صنوبرة حاكية. هكذا هو  شوقي أبي شقرا، شاعر الأبجدية الراعفة. ينصت إلى هسيسها أيضا، حتى يتم معنى القصيدة."النسيم التقي الشيخ، فتح مدرسة في كعب الوادي. مثل قيثارة ومثل ناي يكتب. وتحييه سمعا وطاعة للأمير. أوراق الحور والدلب في قبعتي ودفاتري والشرابة في طربوش الباشا".ليس في دنيا الطبيعة أرقى من لغة الهسيس، حين تعبر الأنسام بين الأوراق الخضراء. أو حين تعبر إلى الأوراق اليابسة، فيصبح لها خشيش. تمر فوق ترابين الحبق في الدور والمصطبات والحقول. تمر فوق السهول والجبال والمروج، فترتعش الأبدان والآذان. تقهقه الأغوار والنفوس. تمتحن رقة السمع. تمتحن رقة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم