الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شوقي أبي شقرا في "أنت والأنملة تداعبان خصورهنّ"... مبدع ذاته ويريد إبداع العالم على طريقته

المصدر: "النهار"
Bookmark
الشاعر شوقي أبي شقرا.
الشاعر شوقي أبي شقرا.
A+ A-
الدكتور قصي الحسينرغم عراقة هذا النوع من الشعر عند الشاعر شوقي أبي شقرا، الذي يقص اللغة الخرافية، منذ مطلع حياته الشعرية، مستندا إلى إبداعه الذاتوي وثقافته المتناسلة من الاستطراد، ومن التداعيات، ممعنا في تقصي اللغة حتى أطرافها الشفاهية، فإن جديده، إنما هو هذا الديوان "أنت والأنملة تداعبان خصورهن"، "دار نلسن"، يحاول فيه شاعره، ضبط الخرافة الأسلوبية، وكذلك ضبط مضمونها وسمتها العجائبية ورمزيتها في رصد الحياة والناس والطبيعة، على الطريقة الآتية: "ننهمر ونسقي أثلام الجبين وفوضى المأدبة والضيوف والفنون وكرسي السينما والتلامذة الحروف والمعلم يتبلل قميصه وقلمه ويفتح الدلو طربون حبق/ والثور ينطح لوحتنا ويعبر الحائط/ ونتنازل ونطرطق نحن الكلة/ وتنضم الدموع والكوميديا/ وتتناهى على بلادنا ونحن أقارب الشتاء/ نتكلم على الطبلية في حضور جبنة الغفران/ وأول قربانة لنكسر سياج الشوكة ليخف الميزان بنا وعذاب السهوب" (ص7).  لا سبيل لتبين البدايات الشعرية عند شوقي أبي شقرا، لأنه ينسج الخرافة شعرا، ويصر على مثاقفتها شفويا، مصرا على قدامتها، وعلى الإتيان بها إلى صدور قصائده، أصيلة عريقة، كما المرويات في حفلات السمر، لدى الفاتحين، خلال سنوات غزوهم الطويل: "لا يطفئ الجمرة وشين الشوق/ والآتان حالمة الدار/ والخرج يغذي المنطاد بالخوخة/ والماء هدية إلى قميص الإغتراب/ وإلى الأدغال لتزهر أفكارنا" (ص 21).نحن إذا، مع شوقي أبي شقرا، في صيغة جديدة للغة؛ صيغة خرافية لحكايات ومرويات وقص شعبي، ولأخبار ملوك وعشاق ورحالة وجرار تملأ النبع ماء، ولعجائب بحارة وبحار ومهمشين وشطار ومغامرين وعيارين يسكنون معه في القصيدة في اللغة، في الخرافة: "على شاطئ الحميمة غرفتي ومفترقات الأنا/ وصحن حديقتي بقرة ومعي النمر والرسمات/ والرصينة الأدغال ضد الهيبة/ والذات اللبوءة تهوى كثافة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم