الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"حبر ترجمات كالخمر يعتق" لشوقي أبي شقرا: معجزة التلازم بين الكتابة والترجمة والحداثة

المصدر: "النهار"
Bookmark
شوقي أبي شقرا.
شوقي أبي شقرا.
A+ A-
قصي الحسينإن كسر القاعدة السائدة، ربما يأتي بالمفاجئ والمدهش. هكذا هو شوقي أبي شقرا في كتابه الأخير "حبر ترجمات كالخمر يعتق"، "دار نلسن"- مؤسسة أنور سلمان الثقافية. كأنك لا تتوقع حين تقرأ نص أبي شقرا أو ترجمته. يسبقك عنصر المفاجأة. يسابقك الأجمل. يسابقك خيط الدهشة، الذي ينظم العبارة، وينتظم في الفكرة، ويتسيد عليك، بلا استئذان، أسلوبا وترجمة ومعادلة فنية، مدهشة في رقيها وجمالياتها. كأن لم يسبقه أحد، في دوزنة تلك المعادلة الصعبة، بين كثير من المعادلات الفنية، التي يتسوقها بعض الأدباء والشعراء والنقاد اليوم، ولو كانت من الصين.لعبة ماكرة، هي لعبة أبي شقرا، في "حبر ترجمات كالخمر يعتق". مع ذلك، لا بد من تحويل المجدي، من النص، ومن الترجمة، إلى كامل فاعلية القراءة، إلى المغامرات في المجهول، إلى المقاربة الأفضل، مع التنويعات، من القراءات، غير المخطط لها بصورة مسبقة. فالوقت عند شوقي أبي شقرا ليس منحة مجانية لنا، مثلما أن طاقتنا وقدرتنا على المتابعة ليست مشرعة الصدر مثل شجرة شرعت صدرها للعاصفة: "في تلك الأيام في بيروت وفي مجلة "شعر" هي ما نحاول أن نكون معها هناك، في تلك المجرة أو المحراب أو الصداقة القوية. أو نحن والمجلة وتلك الخمرة تنبع من النفوس المشتاقة إلى الحياة الجديدة. إلى حالة أخرى كأنها العلامة. كأنها في الأعماق، وفي القلوب والأجواء والألحان. وكنا نحن على المسافة، ضيقة أو رحبة. وعلى الحلم الصغير في البدء والأوسع جدا مسافة تلو أخرى." في الكتاب نوعان من أدب وترجمة، يتوحدان على جسد معرفي، على جسد المعرفة المدهشة، التي تتسلق أصلابنا، وتجعلنا ننهض ونسجد، كمن يهوى المحاريب منذ صغره. كمن يهوى تعشق الأوراق المتفلتة من براعمها، أوان تهب عليها عاصفة مقبلة، من روح في جسد، أوان تدب الحياة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم