مايوان تروي مراحل إنجاز فيلمها عن محظيّة ملك فرنسا: قصر فرساي لم يسحقني وما تنازلتُ أمام جوني ديب

"جانّ دو باري" الذي افتتح الدورة الماضية من مهرجان كانّ السينمائي، عمل طموح يسكن منذ زمن بعيد وجدان المخرجة الفرنسية مايوان، البالغة من العمر 47 عاماً. عمل يسير عكس التيار، شكلاً ومضموناً، عن الصعود الاجتماعي في فرنسا القرن الثامن عشر لفتاة فرنسية تُدعى جانّ فوبرنييه (مايوان) تأتي من خلفية متواضعة. جانّ هذه ستسحر الملك لويس الخامس عشر (جوني ديب)، فتصبح محظيته بعد أن يقع في غرامها، ثم يضمّها إلى البلاط، ويبذل كلّ ما في وسعه كي تصبح مقبولة من محيطه، لا سيما من بناته اللواتي يرفضن وجود فتاة من الشعب في قصر فرساي. في النهاية، ستصبح بنت الطبّاخة هذه كونتيسة دو باري، بسبب ما تمتلكه من ارادة وعفوية واصرار على "النجاح". طوال ساعتين، تصوّر مايوان شدّ الحبال، الحبّ، السيطرة، التملّك، الصراع على السلطة، المهانة طبقية. هذا كله كلحظة تراجيدية مؤجّلة، حيث الخسارة المقبلة ليست سوى مسألة وقت، ذلك ان الآتي دائماً أعظم والوقت ليس في مصلحة أحد، خصوصاً ان الثورة الفرنسية على الأبواب وستأتي لتجرف كلّ شي وتعامل الجميع سواسية، وتقضي عليهم، أكانوا من ذوي الدم الأزرق أم من الطامحين إليه. أما الطموح الذي يوصل الإنسان إلى الذروة فهو نفسه سيحملهم إلى حتفهم.عن ولادة فكرة الفيلم الذي حقق نحو 800 ألف مشاهد منذ بدء عرضه في الصالات الفرنسية، تقول مايوان في مقابلة منشورة داخل الملف الصحافي: "كلّ شيء بدأ عندما شاهدتُ "ماري أنطوانيت" لصوفيا كوبولا في السينما. بمجرد ظهورها على الشاشة، كنت مفتونة بشخصية جانّ دو باري التي جسّدتها آسيا أرجنتو. شعرتُ بالفور بالتواطؤ معها، فافتقدتها عند خروجها من الشاشة. جانّ دو باري تغريني لأنها خاسرة رائعة. ربما لأن ثمة أوجه شبه بين حياتها وحياتي، لكن ليس ذلك السبب الوحيد. وقعتُ في حبّها وفي حبّ الحقبة التاريخية تلك. انغمستُ في سيرتها الكاملة. الرغبة في إنجاز فيلم عنها جاءت بشكل فوري، ولكن عاكستني الظروف طوال عشر سنين، كنت أشعر...