الشيخ يوسف الأسير تقاطع تجربتين

الدكتور قصي الحسين يتجلى مفهوم التقاطع في جميع تفاصيل حياة وثقافة يوسف الأسير هذا الشيخ الأزهري والنهضوي، حيث تلتقي التجارب الإنسانية في بنى ثقافية مشتركة، تعكس وعي المثقف والملتزم، بذاته ومحيطه، وسط استجاباته للتحديات المعيشة، ونظرته إلى الحياة المتنوعة ثقافيا، بوصفها أيقونات التعبير الإنساني، في الكتابات التحليلية، وفي البنى الفكرية، وأدب السيرة الذاتية. كتاب الباحثة والأكاديمية منى عثمان حجازي، "الشيخ يوسف الأسير الأزهري والنهضوي، حياته وآثاره 1815- 1889"، "دار نلسن"، يركز على ثقافة هذا الشيخ الجليل، ويبين مدى تمكنه من بناء ثقافي تواصلي بين السلفية التراثية من جهة، والنهضة الحداثوية من جهة أخرى، وذلك من أجل أن تبنى الأجيال على قواعد متينة، ثم لتتفرع في غصون مورقة، تسدعيها أسباب الحياة الجديدة. عالجت الباحثة مدى التقاطع والترابط والتواصل بين نسيجين محكمين في ثقافة الشيخ الأسير، هما التقليد والتجديد، ولم تخف قلقها على اندثار التراث، دون الوقوف على معالمه ودون الوقوف على رجاله، فقد وجدت في ذلك هدفها، صاغته وأحكمت الصياغة، فما أضاعت الفرصة، حين جعلت من هذا الكتاب عملا أكاديميا موثقا. لأن مثلها،...