الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

قدّاس وجنّاز لراحة الأرض في نواحي جبال الأطلس المغربيّة ودرنة الليبيّة

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
كوارث طبيعية (تعبيرية).
كوارث طبيعية (تعبيرية).
A+ A-
والأرضُ، إذا لم تعد تتحمّل وتستطيع، إذا ضاقتْ ذرعًا بالإنسان، بجنونه، بفنون العربدات، وإذا شاءت أنْ تثأر، أنْ تمكر، وأنْ تتزلزل، فأيّ قدمَين تثبتان على الأديم، وأيّ كائنٍ يمكث متشاوفًا على السطح، على وجه الأرض تلك؟والويلُ، في جبال الأطلس، إذا التأمتْ شرايينُهُ، وأوصالُهُ، فمَن يتصدّى لاستفحاله؟ واللعنةُ إذا أمعنتْ، هناك، وفي درنة الليبيّة، فمَن يردّها على نحرها، على أعقابها؟ والضيمُ اللئيمُ مَن يرفعه عن هندسات الصخور، عن لغة المتاهات، عن حوارات التعاريج، عن أحلام الهواء، عن وجع الماء المكبوت، عن كاهل الأشجار المتصوّفة في تلك النواحي؟ وعن جفون الموتى، مَن يزيح مراتبَ القسوة؟ وأولئك الناس المزروعون في المنحدرات، في وعورة الدروب، في تلك الممرّات الشائكة، في مسالك العيش العصيب، مَن يُعيد وصلَهم بطقوس البدء والشظف وهي تتهادى في ترانيم الروح وتعاويذ الحقب؟ والبيوت النائحة تلك، مَن يرتدي جلابيبَها الممزّقةَ، مَن يشاركها الرثاءَ، وهي تنحني على ركاماتها، في وادي درنة، في سوسة والمرج وشحات والبيضاء وبنغازي، كما في تلك الأعالي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم