الخميس - 02 أيار 2024

إعلان

في أَنَّ اللغة بنتُ العقل

المصدر: "النهار"
هنري زغيب
هنري زغيب
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
لم أَفهم بعد، حتى اليوم، منطقَ الذين، عند صُدُور ترجمتي "نبيَّ" جبران، استهجنوا قولتي إِنني "صُغتُه في لغة جديدة".. مع أَنني لم أَدَّعِ -ولا يمكن أَن يدعي أَحدٌ- "إِيجاد" لغة جديدة.. فاللغةُ أُمُّنا جميعنا، و"الجديد" فيها هو الثوب لا الجسد، وكم من أَثوابٍ شَوَّهَت الجسد لأَنها تَلبَسُه عتيقةً في عصر حديث.وكونُ العربية - وهي من أَجمل وأَغنى لغات العالَم - مَنَحَتْني بأَوزانها وتراكيبها ومشتقاتها وجوازاتها إِمكاناتٍ واسعةً للتجديد بدون خيانة القاعدة، لماذا أُطلُّ على القرَّاء بثوبٍ لُغَويٍّ عتيق وكلُّ ما في عصري جديدٌ حديث؟ اللغة بنتُ العقل.. فإِذا أَبقيناها جامدةً محنَّطةً أَثريةً ناووسية، يغمرُها الغبار فتَهرَم وتَخرُج عن سياق العصر.. اللغة الميتة ليست تلك التي لم تعُد في التداوُل (اللغة قابلةٌ تداوُلَها في أَي وقت) بل هي التي يجري تداوُلُها اليوم بعباراتها العتيقة وتراكيبها القديمة ومفردات لها مكرَّرة تَعلُكها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم