السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

في اليوم العالمي للغة العربية

المصدر: النهار - ايلي جبر
تعتاد اللغات الملل كما يصيبها من حين إلى آخر نوبات شلل، تصاحبها أهواء من عصرٍ جلل
تعتاد اللغات الملل كما يصيبها من حين إلى آخر نوبات شلل، تصاحبها أهواء من عصرٍ جلل
A+ A-
تعتاد اللغات الملل كما يصيبها من حين إلى آخر نوبات شلل، تصاحبها أهواء من عصرٍ جلل، وشرود من مستحيل مستورد، ومن حضارات معلّبة ومن مقاييس تحدّد وجهتها.
يصيبنا من البلاء في اللغة ذاك المستورد من غربٍ أعمى ومن شرق متحجّر ومن فلسفةٍ تعتقد الإغريق أوّل الفلسفات، فيما الأساس يقبع في شرق كنعان والحضارة ولدت ههنا واللغة، والأهمّ الحرف الذي لولاه كانت ما تزال البشرية تخنع في ظلّ الجهل والبدائية والحرمان.
جاء الحرف فكُتب بلغة الكنعانيين ومنهم أصول الحضارة العربية، ومن ثمّ نقّحت هذه الكتابات لكي تستوعب علوم العرب الوافرة العربية منها والمعرَّبة، لتنشأ لغة متفرّدة لم يحسن أربابها رغم القواعد المحافظة عليها عبر السنين، والسبب دخول اللهجات المتعدّدة اليها دون ضوابط وتدنّي المعرفة في نطاق انتشارها، لأنّ الشعوب تتكلّم العربية بمزيج من الأخطاء واللغة العاميّة.
دون القواعد المرنة لن تتطوّر لغة الضاد، ودون الفلسفة لن تتماهى لتبلغ الكمال.
جاءت النهضة الفكرية من المهجر عبر الأدباء اللبنانيين، فلم تلقَ آذاناً صاغية، ولذلك أكملت توجهها نحو انحلال بطيء.
أولادنا يتوجّهون إلى لغاتٍ أخرى يرون فيها سلاسة واتّزاناً وقواعد سهلة، وينظرون الى الهجرة نحو الغرب بسلاح المعرفة الغربية، وهذا خطأ توجيهيّ تتحمله الحكومات مجتمعة ومناهج التعليم في وطننا العربي، من لم يتسلّح بعقيدته وفلسفته ولغته الأمّ هو دون جذور وستقلعه أولى العواصف.
أنا مع نهضة أدبية عربية عمادها الفكر والفلسفة وتطويع القواعد وتليينها وتجميل اللغة بسلاسة الإتقان، عبر مناهج نظرية وسمعية واعتماد لغة التكنولوجيا في تصوير وتظهير جمال اللغة العربية.
أختم بالتوجه الى الكوادر المثقفة كي تنزع عنها زيف ما تعلّمته عن حضارات غريبة وزيف الادّعاء بمبادئ لا تشبه مبادئنا، ولتقف تلك النخب عند فحص ضمير، ولتعرف الخطأ من الصواب، ولتبشّر بما يفيد الأجيال الآتية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم