الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في اليوم العالمي للعربية: اللغة بين عامية وفصحى

المصدر: "النهار"
Bookmark
اليوم العالمي للغة الضاد (النهار).
اليوم العالمي للغة الضاد (النهار).
A+ A-
الدكتور ابراهيم حلوانياحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية يوم 18 كانون الاول لأنه يوافق إعلان الأمم المتحدة قرارها باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات المعتمدة في المنظمة الدولية عام 1973. وقد نشرت "النهار" حلقة اولى السبت عن تاريخ اللغات السامية وموقع العربية منها. واليوم حلقة ثانية واخيرة. ليس ثمة ما يساعد على تبيان متى "تهندمت اللغة" وتأنّقت" و"تزيّنت". لا نعرف حتى الآن متى ظهرت "قواعد" لغات المنطقة ومن وضعها أولاً. لا أحد يجزم إن كان العرب هم أول من أرسى القواعد، أو الآراميون، أو الأكّاديون، أو غيرهم.ولكن يمكنني أن أتقدّم ببعض التصوّرات من خلال تحليلي المنطقي للأمور: يبدو أنّ تطوّر مستويات البيان والبلاغة والوضوح والتقعيد في اللغات السامية جاء على فترات زمنية متطاولة. عندما يبلغ قوم درجة إنشاء مجتمع معقد فيه حكم مركزي أو ملكية أو أمبراطورية، ورسائل وكتابة معاهدات وقوانين وتعميمات، فلا بد أن تكون اللغة قد بلغت مرحلة تواكب تلك الحاجات والدواعي. لا شيء يمنع أن تبلغ اللغة مستوى متقدماً من التطور البلاغي قبل أن يعرف قومها الكتابة، وأنا شخصياً أميل إلى هذا المنحى. ألفت النظر هنا إلى أنّ الخلجات العاطفية والوجدانية العميقة تدفع المرء إلى الرقيّ بتعابيره وتهذيبها: ألا تذكرون الشعراء؟! أؤمن بقوة أن نطق الإنسان بالشعر سبق الكتابة: ألا تذكرون القصائد والأغاني اللبنانية بالعامية؟! الخلجات العاطفية والوجدانية قديمة، قديمة جداً. من الممكن جدّاً أن تكون قواعد اللغات السامية، والعربية منها، قد تطوّرت واستوت عبر تفاعل الناطقين بها. أي إنها جاءت نتيجة لعمل جدلي تفاعلي تطوّري بين الشعوب المختلفة. ومن الممكن أيضاً أن تكون نتاج لغة شعب واحد ثم شاركت باقي الشعوب والأقوام في عملية الصقل والتحسين. أيّ حضارة أنجبت اللغة العربية؟لطالما تساءلتُ عن الحضارة التي أنجبت اللغة العربية، وكان سببَ سؤالي صفاتٌ كثيرة تتمتع بها العربية من غنى ومتانة وجمال وكمال وقدرة على التعبير الدقيق وليونة في التراكيب، وبلاغة في الصياغة. هل أمّ العربية هي حضارة العرب الذين سكنوا أرض الحجاز؟ أم هناك حضارة مندثرة ساهمت في بنائها وزوّدتها بالغنى وكل الصفات التي يشهد لها بها أهل الأرض؟ ... جال في خاطري أنّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم