قال السيّد المسيح في عظته على الجبل: "فإذا كنتم، أنتم الأشرار، تعرفون أن تُعطوا العطايا الصالحةَ لأولادكم فكم بالأحرى أبوكم الذي في السماوات يمنح الخيرات - وفي إنجيل لوقا 13:11 ’يُعطي الروح القدس‘ - للذين يسألونه" (متى 11:7). من الملفت أنّ الربّ يسوع، في هذا القول، من جهةٍ ينعت الناسَ على العموم بالأشرار، لكن من جهةٍ ثانية يؤكِّد أنّه لا يزال فيهم بعض الصلاح لكونهم "يعرفون أن يعطوا العطايا الصالحةَ لأولادهم". إنّ الصلاحَ الذي لا يزال يُلاحَظ في سلوك الإنسان يتأتَّى من كونه مخلوقًا على صورة الله، والشرّ الذي فيه ناتجٌ عن ضعف طبيعته البشريّة المحدودة والمائتة التي تجرُّه إلى الخطيئة وكلّ أنواع الشرور. يقول بولس الرسول في رسالته إلى الرومانيّين: "إنّه ليس بارٌّ ولا واحد؛ ليس مَنْ يطلب الله. كلُّهم زاغوا، وفسدوا معًا؛ ليس من أحدٍ يعمل الصلاح؛ لا، ولا أحد. حنجرتُهم قبرٌ مفتَّح، ولسانُهم أداةٌ للمَكر؛ سُمُّ الأصلال تحت...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول