الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

قناة مصرية تثير ضجّة بحذفها مشهداً لتقبيل الإنجيل في "هوجان"

المصدر: "النهار"
القاهرة- ياسر خليل
A+ A-
ويظهر "هوجان" في المشهد الذي يستغرق قرابة 14 ثانية وهو يحمل كتاباً، ثم يقسم قائلاً "وهذا المصحف، أنا لن أؤذيكم في شيء"، موجهاً حديثه إلى رجل وامرأة، يبدو عليهما القلق، فيردّ الرجل: "هذا ليس مصحفاً يا بني، هذا إنجيل، نحن مسيحيون"، فيعود "هوجان" لينظر إلى الكتاب بدهشة، ثم يقول: "وكتاب الله أجدع ناس، وكلام ربنا كله على دماغنا"، ثم يقبّل الإنجيل، ويضعه على جبهته (وهو نوع من إبداء الاحترام) ويضعه مرة أخرى في مكانه.

سوء إدراك

يقول طارق الشناوي الناقد الفني لـ"النهار": "إن الرقابة لدينا يمكن أن تفعل ما هو أكثر من ذلك، والدافع هو الخوف من أن يؤثّر ذلك على الشارع المصري. والمشهد الذي سمعته لا يوجد فيه أي شيء يثير القلق أو يستدعي الحذف".

وأضاف الناقد الفني المعروف: "بل العكس تماماً من ذلك، إن هذا المشهد يتوافق مع الضمير الجمعي المصري، الذي يقول بفطرته: موسى نبي، عيسى نبي، محمد نبي، وكل من له نبي يصلّي عليه. الضمير الشعبي متسامح جداً، فكيف لا يعبّرون عنه في عمل فني رمضاني؟!".

واعتبر الشناوي أن ما حدث يعني أن من اتخذوا هذا القرار "لا يدركون معنى الفنّ، ولا يعرفون الجانب الديني من الموضوع، ولا يفهمون طبيعة الشعب المصري الذي هو بطبيعته متسامح ومتقبّل للآخر".

لا سبب واضح

وقال عادل إمام على صفحته الرسمية بموقع تويتر: "لا أعرف لماذا حذفت قناة الحياة هذا الجزء من الحلقة"، وذلك تعليقاً على تغريدة أعاد نشرها لإحدى متابعيه تمتدح فيه المشهد. وأبدى المئات من متابعي صفحته إعجابهم بهذا المشهد بشكل خاص، فيما ردّ عشرات منهم على التغريدة التي أعلن فيها عدم معرفته بسبب الحذف، غاضبين، ومتهمين القناة بالعنصرية، معتبرين أن هذا المشهد يحضّ على تقبّل الآخر.

وتدور أحداث المسلسل حول شاب ذي قدرات خارقة (هوجان) الذي يقوم بدوره الفنان إمام، يتورّط في قتل أحد شخصيات المسلسل (رمضان)، ثم يسرق فيلا مع ثلاثة أشخاص، ويستغله آخر ليجعله حارسه الخاص، فيما تبحث عنه فتاة جميلة وتحاول التقرّب منه لتتزوجه.

ويعدّ القرار الذي اتخذته القناة بحذف مشهد تقبيل "هوجان" للإنجيل، غير متجانس مع التوجّه الذي تتخذه القاهرة في السنوات الأخيرة، من جهة مكافحة التطرف وتجديد الخطاب الديني. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قام بافتتاح أكبر كنيسة قبطية في منطقة الشرق الأوسط بالعاصمة الإدارية الجديدة، وحضر فيها احتفالات أعياد رئيس السنة الميلادية الجارية، كما يسّرت الدولة مؤخراً تصاريح بناء الكنائس، ووفّقت أوضاع عشرات الكنائس القديمة التي تعود مشكلاتها لعقود ماضية.

وتحارب مصر الإرهاب الذي شهد صعوداً كبيراً في أعقاب الإطاحة بجماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائهم من تيارات الإسلام السياسي في 30 حزيران من العام 2013، وحققت جهودها الأمنية نجاحاً كبيراً نسبياً في القضاء على الجهاديين.

لكن العديد من الخبراء المتخصصين في شؤون التيارات الإسلامية، يرون أن هناك حاجة ماسة للحرب الفكرية، لاقتلاع التطرف من جذوره التي ترسخت خلال عقود متتالية من الزمن، داخل المجتمع المصري، حتى لا تجد الجماعات الجهادية عناصر متطرفة جاهزة للانضمام إليها.

ويعد الفن والإعلام الأقدر على لعب هذا الدور الذي يخاطب عقول وقلوب المواطنين، ويرسّخ لديهم مفهوم تقبّل الآخر، واحترام معتقداته وأفكاره، وفقاً لما يؤكده علماء ومتخصصون في علم النفس والاجتماع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم