الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

من هم "القبضايات" الذين كانوا ينتشرون في شوارع بيروت؟

جاد محيدلي
من هم "القبضايات" الذين كانوا ينتشرون في شوارع بيروت؟
من هم "القبضايات" الذين كانوا ينتشرون في شوارع بيروت؟
A+ A-

يستخدم العديد من الشعوب العربية بشكل عام وشعوب بلاد الشام مثل لبنان كلمة "قبضاي"، وعلى الرغم من معناها المعروف في المجتمع وهو الرجل الشجاع والقوي الا أن أغلبنا لا يعرف القصة التي تكمن وراء هذه الكلمة. يقال إن أصلها تركي ومعناها "الخال الخشن"، وذلك يعود إلى قديم الزمان، عندما كان فيها للخال، أخ الأم، دور كبير في العائلة. ثم بات هذا المصطلح يستخدم عند تحدي الخصم وتهديده بالغلبة حتى أصبح يقال "ولو كان أبو زيد خاله"، لشهرة أبي زيد الهلالي بالمرجلة. هذه الكلمة تطورت أكثر وأصبحت مرتبطة بالحياة اليومية في بيروت.

وبحسب موقع "يا بيروت" التاريخي، كان القبضايات ينتشرون في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، بحيث كان لكل حي أو منطقة زعيمها، الناطق باسمها والمدافع عن مصالح سكانها، وزعماء الأحياء متفقون في ما بينهم على أصول التعامل وعلى وجوب التقيّد بالأعراف والتقاليد الاجتماعية، أي لا فرق في ذلك بين قبضاي البسطة وقبضاي الأشرفية، أو بين قبضاي مسلم وقبضاي مسيحي، فالمروءة والشهامة وإغاثة المحتاج والدفاع عن العرض والمال ومبادئ الشرف وحسن المعاملة وعدم الاعتداء، كلها أمور يشترك فيها الجميع دون تمييز في الدين أو المذهب أو المحلة. وإضافة الى الصفات الشخصية، كان القبضاي يمتاز بمظهره الخارجي، حيث كان يرتدي أفضل أنواع  من الحرير الى الجوخ والمخمل. وكان بعضهم يحرص على حمل العصا بالإضافة الى الخنجر أو مسدس البكرة، بينما الخراطيش كانت توضع في منديل حريري يحمله في جيب سترته، مما يدل على أن حمل السلاح كان للزينة واستكمالاً لمظاهر الرجولة، وليس للقتل أو العدوان.

كل مقهى كان يعتبر بمثابة مركز اجتماع لقبضاياتها، من مقهى الميدان في دمشق، إلى مقهى المتوكل على الله الحاج سعيد حمد في البسطة، ومقهى المزرعة حيث يجلس المعلم صليبا المجدلاني بطربوشه الخمري، ويتحلق حوله اهالي المزرعة، ينرجلون ويسولفون. وكان رجال بيروت وقبضاياتها حينها في الصف الأول للدفاع عن الوطن والتصدي لهجمات الأعداء. فقد هبّوا لمساعدة المحاصرين في عكا من الصليبيين على ما أشار إليه الكاتب عبد العزيز سيد الأهل في كتابه "أيام صلاح الدين". كما وعندما قصف الأسطول الإيطالي بيروت سنة 1912م، هبّ قبضاياتها وتوجهوا إلى الشواطئ، مسلحين بالسيوف والخناجر والهراوات، ونزلوا البحر سباحة باتجاه البوارج واستشهد عدد كبير منهم.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم