الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - نهاية عهود رؤساء الجمهورية في لبنان القواسم المشتركة

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - نهاية عهود رؤساء الجمهورية في لبنان القواسم المشتركة
أرشيف "النهار" - نهاية عهود رؤساء الجمهورية في لبنان القواسم المشتركة
A+ A-
توجد بين رؤساء الجمهورية قواسم مشتركة وان كانت متفاوتة بين رئيس وآخر. فكل الرؤساء موارنة مثلا وهم في معظم الاحيان من رجال القانون. فمنهم الرؤساء بشارة الخوري، كميل شمعون، شارل حلو، الياس سركيس، بشير الجميل، امين الجميل، ورينه معوض. اما المهم في هذه القواسم المشتركة فهي انها على مستويين: مستوى طائفي اولا ومستوى سياسي يتصل بالحكم مباشرة، ثانيا. إن معظم الرؤساء يبدأون عهودهم لا طائفيين ثم يتحولون في السنوات الثلاث بعد تبؤهم الحكم الى مدافعين عن طوائفهم لاسباب كثيرة. اما السبب الاهم فهو ان كلا منهم يعمل في السنوات الثلاث الاخيرة لعهده على ان يكوّن لنفسه زعامة تقيه تقلبات الزمن، والمجال الاسهل لتكوين هذه الزعامة تكمن في طائفته فيجتهد في المحافظة على مواقعها داخل الحكم وخارجه. والمثل الاعلى لهذا السلوك في الحكم هو الرئيس كميل شمعون الذي جاء الى الحكم باعتباره فتى العروبة الاغر ثم خرج منه زعيما طائفيا لا منازع له. اما الرؤساء الآخرون وان لم يكن سلوكهم ظاهرا للعيان كسلوك الرئيس شمعون فانهم في غالب الاحيان كانوا يلجون هذه الطريق في الحكم محافظة منهم على مستقبلهم السياسي بعد تركهم سدة الرئاسة وهو غالباً كما سنراه لاحقا، يبدو قاتما. يكفي ان نذكر من الذين اخذ كل منهم يدافع عن مواقف طائفته قبل اي شيء آخر في السنوات الاخيرة من عهده، الرئيس الياس سركيس والرئيس امين الجميل. اما القاسم المشترك الآخر بين رؤساء الجمهورية فهو انهم كانوا في ظل دستور 1926 يتمتعون بحكم شبه مطلق في السنتين الاوليين من عهودهم بينما تكون السنتان المتتاليتان تقاسما للحكم بينهم وبين النافذين في البلاد. اما السنتان الاخيرتان فتمسيان حكم شورى. والامثلة على ذلك كثيرة واخص بالذكر الرؤساء الاقوياء منهم الرئيس فؤاد شهاب والرئيس سليمان فرنجيه اللذان زهدا بالحكم في السنوات الاخيرة من عهديهما فرفض الاول التجديد لنفسه بينما رضي الاخير تقصير مدة ولايته لمصلحة الرئيس الياس سركيس الذي تولى الحكم من بعده. واذا نظرنا ملياً في رئاسات الجمهورية وجدنا ان المآسي لفّت جوانبها حتى عندما كان الحكم يبدو مستهاباً ومستمراً. وكي ندرس ونرى على ضوء القواسم المشتركة التي اشرنا اليها سابقا كل عهد على حدة لا بد لنا من ان نذكر بالاسماء كل هذه العهود التي مر بها لبنان بعد الاستقلال لنرى الى اي اتجاه نزعوا وكيف انتهت عهودهم تقريبا بالمرارة ان لم يكن بالمأساة. فالرئيس بشارة الخوري بطل الاستقلال (1943 - 1952) بدأ عهده كزعيم لجميع اللبنانيين ثم ما برح في النصف الثاني منه ان ترك لاخيه الشيخ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم