بين المواطنة والعولمة

على رغم تعدّد الحواجز والحدود التي تُقام بين البشر، تبقى البشريّة ملتحمة على مدى الزمن والدهور. إنّ مفهوم البشريّة هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمختلف أشكال التجمّعات الإنسانيّة. من هنا تنبثق المواطنة التي تعني انتماء فرد أو جماعة من الأشخاص إلى مدينة أو إلى دولة، يعتبرها هؤلاء الأشخاص "وطنًا" خاصًّا بهم، ولهم فيها كلّ حقوق وواجبات المواطنين. أمّا العولمة فتعني انفتاح الحدود وتوسّع العلاقات بين الأفراد وبين الدول. إنّها نوع من تخلّص من كلّ ما يعوق الاتّصال بين البشر لمشاركة الجميع في أمور تخصّ البشريّة كلّها. يعود مفهوم المواطنة إلى المدن اليونانيّة التي كانت قديماً تتكاثر على ساحل البحر المتوسّط. فكانت كلّ مدينة تنعم بشكل خاصّ من الاستقلال والسيادة يجعلها شبيهة على نحوٍ ما بدولة. فكان للمدينة اليونانيّة نظام ديموقراطيّ منظَّم، ولا سيّما في زمن سقراط وأفلاطون وأرسطو. ففي "جمهوريّة" أفلاطون ثمّة تراتبيّة بين طبقات اجتماعيّة تحدّد وظائف كلّ مواطن في المدينة - الدولة. وتوسّعت المواطنة في الزمن الرومانيّ بفضل أنظمة وقوانين أسّست لنشوء...