الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

حان وقت إقفالها

سمير عطاالله
Bookmark
حان وقت إقفالها
حان وقت إقفالها
A+ A-
شعوري حيال هذه المنظمة المسماة "الأمم المتحدة" هو شعور جميع الناس حول العالم: كمن يسلم أمره الى زهرة اقحوان ليطرح عليها أهم الأسئلة: تحبني، لا تحبني! وفي النهاية لا تفعل الأقحوانة اكثر مما تستطيع ان تفعله: تترك المسألة لأصحاب العلاقة. تسنى لي أن اعرف الأمم المتحدة عن قرب من خلال الدورات السنوية التي حضرتها كصحافي. بدأت هذه المعرفة في عرض درامي عالمي مثير، خلال حرب 1973، إذ سرعان ما انتقلت من الجبهة الى المبنى الأزرق. وفيما كان وزير خارجية مصر محمد حسن الزيات (صهر طه حسين) يخطب، غلبه التأثر فبكى، فما كان من أنور السادات إلّا أن عزله وهو بعد في نيويورك، وعاد الى بلاده مجرداً من حقيبة الخارجية، مكتفياً بحقيبة السفر.مضيت في تغطية دورة الجمعية العمومية، وفي الكتابة عن فشل المنظمة في تحقيق أي شيء. لكن مهرجان الحاضرين كان ممتعاً في أي حال، على رغم اقتناع الجميع بأنه سوف ينتهي مع انتهاء الدورة، وتمطر في نيويورك، وتعود الوفود الى ديارها ومعها خيباتها ونياتها الحسنة والصور التذكارية.كان ثمة خلل واضح وفاضح في نشوء الأمم المتحدة وهيكلها. فقد ظلت تلك الأمم تتجاهل ان مقعد الصين تحتله تايوان بعشرين مليون نسمة بدل الصين الشعبية ومليارها. وكان الصراع الدولي الحاد هو سمة المنظمة، وليس السلام الذي أقيمت من أجله. الولايات المتحدة تطغى على هيكلية المؤسسة، والاتحاد السوفياتي يكافح من أجل المزيد من النفوذ الداخلي، والدول النامية شهر عسل وانتهى وذاب في اسماء كثيرة مثل عدم الانحياز والحياد الايجابي والكتلة الافريقية الآسيوية وباقي الاسماء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم