الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

وجهة نظر سفير سابق في سلسلة الرتب والرواتب

أحمد عبدالله
Bookmark
وجهة نظر سفير سابق في سلسلة الرتب والرواتب
وجهة نظر سفير سابق في سلسلة الرتب والرواتب
A+ A-
ما أصدق الممثل الساخر منير كسرواني عندما قال: كرمالنا لقدّام (مشيراً بيده الى الخلف) مش لورا (مشيراً الى الأمام). قبل الحرب الأهلية الملعونة كانت الطبقة المتوسطة تشكل 75% من المجتمع اللبناني، وكان موظف الفئة الرابعة مرتاحاً ومكتفياً... منذ سنوات أقرت حكومة الرئيس ميقاتي "السلسلة" وكان الهدف تصحيح الخلل الذي نتج عن زيادات كبيرة لرواتب بعض الأسلاك الوظيفية، وكذلك بسبب غلاء الأسعار الذي تجاوز نسبة 125% منذ آخر زيادة على الرواتب والأجور. وقد سميت "سلسلة الرتب والرواتب" (التي تعني بشكل غير مباشر: رواتب متكافئة للرتب المتكافئة). وأعلن الرئيس ميقاتي وقتذاك أن "تمويل السلسلة مؤمّن 120%". بدأت المؤامرة لإسقاط "السلسلة"، فظننا أن من يعرقلها يريد أن يحتكر هذا الفضل عندما يتولى الحكومة. ولكن خاب فألنا، فالطبقة السياسية بمعظمها - وكذلك حيتان المال- أجهضوا المشروع (وبعضهم حالياً يريد مسخه). عارضوا زيادة نقطة في الضريبة على الفائدة المصرفية (وليس على المبالغ المودعة في البنوك)، وأعلن حاكم المصرف المركزي أن ذلك يزعزع النظام المصرفي و"يؤذي صغار المودعين"!... رفع الضريبة على الفائدة (وهي 3% بالنسبة للدولار) من خمسة الى ستة بالمئة يزيدها ثلاثة دولارات فقط على من يملك عشرة آلاف دولار وثلاثين دولاراً على من يملك مئة ألف دولار (وهي ثروة)، ولكنه يزيدها 300 دولار على صاحب المليون وثلاثة آلاف دولار على صاحب العشرة ملايين دولار (فما بالك بمن يملكون مئات الملايين بل المليارات)، فكيف تؤذي صغار المودعين؟ بل حبّذ سعادته إلغاء الضريبة على الفائدة المصرفية (أي على الأثرياء)!.. الولايات المتحدة (قلعة النظام الرأسمالي) تتقاضى ضريبة على المبالغ والثروات (أي على الجمل بكامله وليس أذنه)، بل أن الضريبة تصاعدية (كلما زادت الثروة زادت النسبة المئوية من الضرائب)، وهذا عاينته بنفسي عندما كنت قنصلاً في نيويورك بداية الثمانينات.ثم ظهر "سبب" جديد لعرقلة "السلسلة": الخلاف على ضريبة "TVA" وطريقة ونسبة زيادتها: حاولت حكومة ميقاتي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم