الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

اتساع الدور الأميركي في الحرب السورية يثير احتمال صدام مباشر مع روسيا

اتساع الدور الأميركي في الحرب السورية يثير احتمال صدام مباشر مع روسيا
اتساع الدور الأميركي في الحرب السورية يثير احتمال صدام مباشر مع روسيا
A+ A-


يبرز إسقاط الاميركيين غير المسبوق لطائرة للجيش السوري سرعة تبدل دينامية الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات، بعد تعزيز الرئيس الاميركي دونالد ترامب صلاحيات عسكرييه في ساحة المعركة. وشددت الولايات المتحدة الاثنين على أنها لا تريد دورا أكبر في سوريا بل تسعى فقط الى القضاء على تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، لكن حادث نهاية الاسبوع يبرز حدود قدرة الاميركيين على البقاء خارج الميدان. 

ويبدو خطر حصول مواجهة اضافية حقيقياً مع تقاطع سلسلة من القوى المتنافسة في سوريا مع السلطات الجديدة الممنوحة لقادة جيش ترامب.

وجاء في بيان لقيادة الإئتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية": "الساعة 6:43 مساء (17:43 بتوقيت غرينيتش)، ألقت مقاتلة للنظام السوري اس يو- 22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية (قسد) جنوب الطبقة. ووفقا لقواعد الاشتباك والحق في الدفاع عن النفس السائد في اطار الإئتلاف، فقد تم اسقاطها على الفور من جانب مقاتلة اميركية إف/آي-18 إي سوبر هورنيت".

لكن الجيش السوري ناقض ذلك مؤكداً أن الطائرة استهدفت "في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي"، مشيراً الى فقدان الطيار. وأفاد مسؤول أميركي ان الطيار قفز من الطائرة قبل اصابتها ولا يزال مصيره مجهولا.

وهي المرة الأولى تسقط الولايات المتحدة طائرة حربية سورية وسط الحملة الجوية الواسعة التي تقودها في البلاد منذ ثلاث سنوات تقريباً لمكافحة "داعش".

أما روسيا التي تخوض بدورها حملة عسكرية دعماً للرئيس السوري بشار الاسد، فنددت بإسقاط الطائرة السورية وردت بإعلان تعليق خط الاتصال "لتخفيف التوتر" الذي أقامته في آخر 2015 مع "البنتاغون" لمنع حوادث اصطدام في الاجواء السورية. وفي وقت لاحق، اعلن رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الاميركي الجنرال جوزف دانفورد ان واشنطن ستعمل على "المستويين الديبلوماسي والعسكري خلال الساعات المقبلة" لاعادة قناة الاتصال هذه.

وتعد حادثة إسقاط الطائرة الحربية الاحد آخر وأخطر المواجهات بين الائتلاف الدولي والقوات السورية. ففي 7 نيسان، أجاز ترامب غارة بصواريخ "كروز" على قاعدة جوية سورية رداً على اتهامات للنظام السوري بشن هجوم كيميائي على مدنيين.

وفي 18 ايار، ضربت طائرات الإئتلاف موكباً موالياً للنظام كان متجهاً الى موقع عسكري للإئتلاف قرب الحدود الاردنية.

وسجل حادث مشابه في 6 حزيران، قبل ان تسقط طائرة أميركية في 8 منه طائرة مسيرة تابعة للقوات الموالية للحكومة أطلقت النار على قوات الإئتلاف.

وشدد "البنتاغون" تكراراً على أنه ليس مهتما بمضاعفة دوره في الحرب السورية، بل يركز حصراً على هزيمة "داعش".

وصرح الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جون توماس بأن الأحداث الأخيرة "تعكس ساحة معركة معقدة ومتشعبة، فيما نواصل محاولة العمل بشفافية والإبلاغ عن نيات تحركاتنا ليكون واضحاً اننا نركز على هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا".

ويركز المسؤولون على ان كل الضربات تمت دفاعا عن النفس بعد تجاهل القوات السورية التحذيرات. لكن هذه الاحداث تبرز أيضاً تبدل ديناميات الحرب السورية، فيما يرجح مراقبون حصول مواجهات اضافية.

ويقول الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات بيل روجيو إن "المهمة الاميركية في سوريا تتحول بشكل خطير من عمل ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى طرف في الحرب الاهلية السورية". والى فترة غير بعيدة، ركزت القوات السورية على مواجهة الفصائل المعارضة في غرب سوريا. لكن انتصارات عدة في حلب وغيرها أجازت لها الاتجاه شرقا مما يضعها في مواجهة قوات سوريا الديموقراطية وهو تحالف قوى كردية وعربية معارضة.

ويرى عدد كبير من المحللين ان ايران اضطلعت بدور في هذا الاندفاع، ويركزون على مخاوف طهران من تضاعف قوة ونفوذ "قوات سوريا الديموقراطية".

واعتبر الباحث في معهد الشرق الاوسط تشارلز ليستر ان تطورات الوضع السوري نتيجة حتمية لإصرار الاميركيين بعناد على ان وجودهم في هذا البلد يرمي إلى مقاتلة "داعش" من دون التطرق الى الحرب الاهلية الأشمل. وقال: "لا يمكننا القتال بفاعلية ضد داعش وحده، فهذا سيضعنا في مواجهة آخرين. علينا ان نحدد موقفنا بمزيد من الوضوح".

وكان ترامب الذي أكد خلال حملته الانتخابية انه سيهزم التنظيم المتطرف سريعاً، أمر ضباطه بأن يرفعوا اليه مراجعة لخطة هزم التنظيم. وأنتجت المراجعة "حملة إفناء" تهدف الى قتل جميع مقاتلي "داعش"، وعززت استقلالية القادة العسكريين في اتخاذ قرارات في الميدان وإقرار ضربات.

واستبعد توماس اي دور للسلطات الاضافية في القرارات الاخيرة باستهداف القوات الحكومية السورية، لانها جرت كلها دفاعا عن النفس.


التحذير الروسي

وتوسع الدور الاميركي كان له صدى سيئ في موسكو، اذ أبدى الكرملين قلقه الشديد من تطور الوضع في سوريا بسبب خطوات الإئتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وصرح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف رداً على سؤال عن إسقاط الولايات المتحدة الطائرة الحربية السورية قرب الرقة: "طبعاً، الوضع المتعلق بخطوات الإئتلاف يثير قلقاً كبيراً جداً".

وامتنع بيسكوف عن الرد على سؤال عن إمكان حصول أي مواجهة مباشرة بين عسكريين روس وأميركيين بعد إبداء وزارة الدفاع الروسية استعداد الدفاع الجوي الروسي لمتابعة طائرات الإئتلاف الدولي غرب نهر الفرات في المناطق السورية، التي يعمل فيها الطيران الروسي، قائلاً: "لا تعليق".

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الاثنين تعليق العمل بمذكرة أمن التحليقات الموقعة بين واشنطن وموسكو في الأجواء السورية، وحذرت من أن وسائل الدفاع الجوي الروسي ستتعامل مع أي جسم طائر على أنه هدف.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم