الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

شاشة - زافين يوثّق، "مات" الذين لم يذكرهم!

فاطمة عبدالله
شاشة - زافين يوثّق، "مات" الذين لم يذكرهم!
شاشة - زافين يوثّق، "مات" الذين لم يذكرهم!
A+ A-

160 لحظة تلفزيونية يوثّقها زافين قيومجيان في "لبنان على الشاشة"، الصادر بالإنكليزية عن "هاشيت أنطوان". كتاب هو قيمة ومرجع ورسالة، به يُكمل (بعد "أسعد الله مساءكم") إضافة بصمة عذبة في صناعة الذاكرة وحفظها والخوف عليها من مأساة الذوبان.


يجمعنا فنجان قهوة وحديث في العمق عن الكتاب ولحظاته والتلفزيون وناسه وزمنٍ جميل يتراءى اليوم كذبة. منذ "لبنان فلبنان" (كتابه الأول العام 2002) وجد زافين في التوثيق شغفاً بديعاً. بدأ بصورٍ تختزل ذاكرة الحرب وأكمل بصور تختزل ذاكرة التلفزيون المفقودة. لم يكن ثمة مرجع يوثّق لحظات التلفزيون اللبناني الكبرى، المؤثرة، الساحرة. "جعلتُ التوثيق مهمتي ورسالتي. طلاب اليوم لا يعرفون شيئاً عن أرشيف التلفزيون. كمدرِّس هالني ذلك، وصمّمتُ على إنجاز مرجع يمكن إدخاله في المناهج التعليمية. ثم واجهتني حقيقة مرّة: إن لم يصدر بالإنكليزية فلن أشعر بوجوده على مستوى كوني، وأطمئن أنني وضعتُ التلفزيون اللبناني على خريطة التلفزيون العالمية".
"لبنان على الشاشة" مستوحى من "أسعد الله مساءكم"، وُجهته الجمهور العالمي، نَفَسه أكاديمي، وتصميمه يناسب الذوق الشبابي. الصور كثيفة، الكلمات مبسّطة بعمق، والأفكار متسلسلة، منظّمة واضحة. إننا إزاء كتاب مقطَّر، مُصفّى، متقَن، على مسافة جيدة من الحقيقة والموضوعية، يمتد، على خلاف أصله العربي (ختمه زافين بالعام 1990)، إلى العام 1995 مع صدور قانون الإعلام المرئي والمسموع، ليكون الختام مفعماً بدلالات خطوة تلفزيونية اعتُبرت مهمة.
يُتعِب زافين صراع تخبّط به وذنب طارده خلال الكتابة. كأنّه هنا "يقتل" الذين لم يذكرهم، يُرسلهم إلى نهاياتهم المعنوية وتلاشيهم في بحيرات الذاكرة. "المسؤولية كبيرة وإشكالية الحياد والموضوعية مؤرقة. أرغبُ في أن أكون جسر وصل بين جيل أسّس التلفزيون وآخر لا يعرف عنه شيئاً". ختام الكلام رائع: "صناعة الذاكرة التي جعلتُها رسالتي، صوري، بحوثي، هي جميعها طريقة أحمي بها نفسي من الاكتئاب الهائل الذي يعيشه عالم التلفزيون اليوم". صدقتَ وبالتوفيق.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم