الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

في دلالات خطوة الحريري تأييد ترشيح عون: حساب الحقل تطابق وحساب البيدر "لإنهاض الدولة"

ألين فرح
في دلالات خطوة الحريري تأييد ترشيح عون: حساب الحقل تطابق وحساب البيدر "لإنهاض الدولة"
في دلالات خطوة الحريري تأييد ترشيح عون: حساب الحقل تطابق وحساب البيدر "لإنهاض الدولة"
A+ A-

"خاطر" الرئيس سعد الحريري وأعلن تأييد ترشيح العماد ميشال عون رسمياً بعدما أبلغ الجميع عن خطوته وقراره. فعلها من أجل المصلحة الوطنية العليا ومن أجل النظام، توجّه الى مناصريه بالدرجة الأولى معللاً أسباب خطوته تلك، ومقدّماً نفسه "ضحية" من أجل الطائف، ومدافعاً عن خياره من أجل الطائف أيضاً.


بتأييد الحريري ترشيح عون بعد "حزب الله" وحليف الأول سمير جعجع، وبرفض الرئيس نبيه برّي والنائب سليمان فرنجية، اختلفت التحالفات واختلطت مجددا، وبالتالي سقطت نهائيا مقولة 8 و14 آذار، ومع الانتخاب تبدأ خطوة جديدة عنوانها الشراكة.
لا شك في أن لخطوة الحريري هذه دلالات كثيرة، كما تقارب مصادر متابعة موقفه من أكثر من زاوية وتحليل واستنتاج:
1- الواقعية السياسية التي بدت في كل كلمة من خطاب تأييد الترشيح. هذه الواقعية حدت بالرئيس الحريري على استلهام ما كان سيفعله رفيق الحريري لو لم يستشهد، اذ إنه معروف عنه انه كان يحسن قراءة الواقع ويعتمد دائماً الحلول الإنقاذية بأقل الأثمان.
2- شجاعة الموقف، علماً ان الواقعية السياسية ليست على نقيض الشجاعة، بل أحياناً كثيرة تعتبر الشجاعة مكملة للقراءة الواقعية، لأنها قد لا تفضي الى موقف إن لم يكن المسؤول شجاعاً. لذا اتسم موقفه بالشجاعة لأنه كسر حركة المحرمات الجامدة والموروثة وأعاد إحياء التواصل بين مكونين أساسيين في لبنان.
3- زاوية استعادة الموقع: سئم الحريري أن يكون رئيس حكومة الظل، وشاهداً على ممارسات لم يكن دائماً موافقاً عليها، وأن تصبح الوصايات كثيرة ووازنة على قرارات الحكومة ورئيسها. فأراد أن يستعيد المبادرة للقول إن الأمر له في ما خصّ مكوّنه والموقع الذي يعود اليه ميثاقياً. مع معرفته بأن هذا الموقع لا يمكن أن يندرج إلا في سياق ميثاقية المواقع، وهو ما من شأنه أن يسقط المتاريس عن الأقوياء في مكوناتهم. ففي قرارة نفسه، يعرف الحريري ان رئاسة الحكومة لن تكون مِنّة من أحد إن أتت به الاستشارات النيابية الملزمة، لكنه يعرف أيضاً أن الأمر ليس مسهلا من دون مروحة التفاهمات الوطنية الكبرى التي تشمل الرئيس العتيد والثنائية الشيعية، مهما يكن موقف أحد طرفيها الذي لن يخرج في مطلق الأحوال عن معادلة الأقوياء.
4- النضج السياسي لأسباب مختلفة، مكّن الحريري من استخلاص العبر من الوقوف خلف المتاريس والأفكار الموروثة وعدم تجاوزها حفاظاً على مصلحة لبنان العليا، وهذا ما جعله صدى لنهج فصل المسارات.
5- حساب الحقل والبيدر: يعرف الحريري كما سواه أن المعارضة لمجرد المعارضة، نظرية ولا تستقيم في السياسة، لأن السياسة فنّ الممكن وليست الفن للفن. ويدرك بالتالي أن الموالاة تعني في ظرفنا هذا الانخراط في إنهاض الدولة، ولا شيء آخر، وأن لهذا المشروع عنواناً واحداً اسمه العماد ميشال عون، فيكون بذلك تلاقى حساب الحقل وحساب البيدر.


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم