الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"بابا نحن فخورين فيك بلا هالمغامرة": هل سينجح ميكي شبلي بالعودة الى لبنان في 2 تموز؟

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
"بابا نحن فخورين فيك بلا هالمغامرة": هل سينجح ميكي شبلي بالعودة الى لبنان في   2 تموز؟
"بابا نحن فخورين فيك بلا هالمغامرة": هل سينجح ميكي شبلي بالعودة الى لبنان في 2 تموز؟
A+ A-

لا ينوي ميكي شبلي أن يتخطّى العقد الخامس من عمره من دون تسجيل إنجاز يُذكر. من القطاع المصرفي إلى إدارته حالياً اقتصاد العائلات، وجد ميكي في الرياضة ملجأً له بعد الأزمة الاقتصادية التي هزّت العالم في الـ2008 فتبدّل تفكيره وعاود العمل على تحسين جسده والرفع من معنوياته عبر خوض الماراتونات على الدراجة الهوائيّة بهدف جمع التبرّعات للجمعيّات الخيريّة. فمن هو ميكي؟ وماذا يخبرنا عن سباقه الجديد الذي سينطلق فيه نهاية الشهر الجاري ليعبر 4 دول برّاً وبحراً وصولاً إلى بيروت؟ ولمن سيعود ريعه ولأي أسباب وما هو رأي طفلاه وزوجته بهذا التحدّي؟


من هو ميكي؟
يسرد شبلي في حديثه لـ"النهار" كيف تبدّلت حياته وبدأ بممارسة الرياضة وركوب الدراجات الهوائية. ففي عمر 18 سنة، غادر لبنان إلى كندا وتنقّل بينها وبين #الولايات_المتحدة وعاد إلى وطنه بعمر الـ31. عمل في القطاع المصرفي وقضى حياته مسافراً من بلد لآخر بعيداً من عائلته، ما أثّر في نفسيّته وصحّته. وكان لأزمة الـ2008، الأثر الأكبر في حياته وعمله، فازداد وزنه بشكل كبير ولم يعد يهتمّ بصحّته، وحصل تحوّل جذري في حياته. قرّر ميكي البدء بالمشي والركض، وخاض أول ماراتون في حياته في #بيروت في تشرين الثاني 2009. ثم انكفأ إلى ممارسة رياضة ركوب الدراجّات الهوائية مع أصحابه، وما إن أشرف على الخمسين من العمر حتى قرّر أن يخوض ماراتوناً على درّاجته في الولايات المتحدة. لكنّ قراره لاقى اعتراضاً من عائلته والأصحاب بما أنّهم لن يستطيعوا مواكبته لبعد المكان واختلاف التوقيت. عدَل ميكي عن قراره، ليختار الانطلاق من باريس إلى لبنان في ماراتون على دراجته الهوائية، لمسافة نحو 4.5 آلاف كيلومتر يقطعها خلال 30 يوماً، بمعدّل 130 كلم في اليوم.


ما الهدف من الماراتون؟
يعود ريع الماراتون لثلاث جمعيّات، هي: "#أم_النور" لمعالجة المدمنين على المخدرات، "Les Petits Soleils" التي تعالج الأطفال بمجانيّة و"Myschoolpulse" تهتمّ بمتابعة تعليم الأطفال المصابين بالسرطان خلال تواجدهم في مراكز العلاج. يناهز المبلغ الذي سيجمعه شبلي الـ300 ألف دولار أميركي. ويعزو شبلي سبب اختيارها إلى أنها جمعيّات "غير معروفة ولا تملك ميزانيات كبيرة، ولأن لعائلته وله نشاط مباشر أو ارتباط غير مباشر بها".


للماراتون أهداف أبعد من جمع التبرّعات للجمعيّات الخيرية، إذ له جوانب توعويّة بخاصّة أن "عدداً من المدارس قام بالتواصل معي لإلقاء محاضرات تحفّز التلاميذ على العمل الخيري والرياضة"، بحسب شبلي. وهو حلمٌ يودّ تحقيقه هادفاً لأن يكون الملهم لعائلته وطفليه وللشباب في بلده.


خريطة الماراتون
ينطلق شبلي من بيروت في 23 أيار قاصداً باريس بالطائرة، لينطلق من العاصمة الفرنسية في الـ26 منه ويقوم باجتياز فرنسا و#إيطاليا على دراجته الهوائيّة. ينتقل بعدها إلى اليونان بحراً، ليجتازه بدراجته. يتابع بحراً إلى #تركيا فيعبرها بدراجته ويتوقّف في مدينة مرسين التركية المطلّة على شاطئ المتوسّط. ومن هناك يعود إلى لبنان إما جواً أو بحراً، ليركب دراجته من جديد وينطلق من مكان يحدّد لاحقاً (طرابلس أو البترون أو جونية) معرّجاً إلى وسط بيروت حيث ستكون محطة الختام المفترضة، في الثاني من تموّز القادم، بوجود عائلته وأصدقائه ومشجعيه ووسائل إعلاميّة.


هل سيكون لك محطات استراحة؟ يجيب: "لم أحدّد ذلك، سأقوم بالتدويس يومياً إلى 130 كلم - وربما أكثر - إلى أن أتعب وحينها أقوم بالحجز عبر هاتفي النقال للاستراحة في أي مدينة أصلها". الطريق ليس منبسطاً بل يتخلّله جبال ووديان لمسافة 500 كلم، خصوصاً بين فرنسا وإيطاليا، حيث تصل الارتفاعات إلى 1500 و1800 متر".


التحديّات الصعبة
لن يكون شبلي وحده خلال الماراتون بل سيرافقه في بعض المحطات أصحاب له على دراجاتهم، وسترافقه حافلة خاصة طوال الوقت يقودها رجا سعاده، وفيها معدات طبيّة وقطع بديلة لدراجته إن طرأ عليها أي عطل. نسأله عن خوفه من عدم إنجازه التحدّي، فيقول "الأكيد أنني خائف، ففي كلّ سنة أسافر وأجتاز إحدى الدول على دراجتي برفقة أصدقاء لي لمدة 7 أيام، لكن التحدّي مختلف هذه المرّة لأنني لم أجرّب الاستمرار في سباق لثلاثين يوماً متتالياً".
ما رأي ولَداه مارك ويان بتجربته؟ يعلّق "ولداي قالا لي: بابا، لا تقم بهذا التحدّي لأجلنا، لأننا فخورون بك كما أنت". ما رأي زوجته لغيابه طوال هذه الفترة؟ "زوجتي رائعة وتشجّعني منذ 7 سنوات، إذ أمارس #الرياضة لمرتين في اليوم ولا تشعرني بالانزعاج أبداً".


يشير شبلي إلى أنه سيقوم بنظام غذائي يساعده على الحفاظ على #الطاقة، علماً أنه قد يخسر نحو 5 كيلوغرامات خلال هذه الرحلة. كما أنه حظي بعدد كبير من الكفلاء المحليين بينهم مصارف وشركات هندسة ومطاعم ونوادي رياضيّة. وقد استطاع حتى اليوم جمع 110 آلاف دولار، ويستمرّ الناس بدعمه عبر مواقع التواصل والدفع الإلكتروني ليصل إلى المبلغ الذي يريده وهو 300 ألف دولار. كلّ التوفيق والدعم لرجلٍ يصمّم في الخمسين من العمر على اجتياز تحدٍّ صعب لأجل هدف إنسانيّ توعويّ.


[email protected] 
Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم