في الحدت...سقط التوافق والمعركة ساخنة

تتجنب الأحزاب المسيحية الموجودة في بلدة الحدت التصادم مع العائلات بأي ثمن وتسعى الى انجاح التوافق بأقل تنازل ممكن. وبمجرد زيارتك المدينة ذات الثقل المسيحي الأكبر في بعبدا، تشعر بأن الأجواء لا تبشّر بتوافق قريب يلوح في الأفق خصوصاً وان الاحصاءات التي تجري على الأرض لا تعكس حقيقة الوضع خوفاً من الكيدية في التعاطي البلدي لاحقاً.
الرئيس الحالي للبلدية جورج عون مدعوم بشكل كبير من العائلات في الدرجة الأولى التي تملك الأصوات الترجيحية الأكبر ومن "التيار الوطني الحر" في الدرجة الثانية ما يسهل عليه مهمة المناورة بمواقفه الانتخابية من دون ان يزعج ناخبيه العونيين. ولا يبدو ان عون مستعد ان يعدل في لائحته أكثر بعدما طلب رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون منه تعديل اللائحة "الحدتية" واضافة أعضاء من " القوات اللبنانية". وحتى اللحظة، "التيار" و"القوات" يسعيان الى التوافق وفي حال عدمه، لن تخوض "القوات" المعركة وتترك حرية المشاركة ديموقراطياً لأنصارها في الانتخابات من دون الوقوع في اي تشنجات على الارض او اعلان مواجهة مع "التيار" .
ويرى متابعو الوضع الانتخابي ان هناك انقساماً "عونياً" بشأن قضية التوافق، او بمعنى آخر يبدو ان "التيار" لا يمون أكثر على جورج عون او لا يضغط بالشكل المناسب عليه. ولن يكون الفوز الانتخابي سهلا كما يعتقد رئيس البلدية الحالي .

التوافق مطلبنا
نواب "التيار" لم يتوقفوا عن الدعوة الى التوافق منذ اللحظة ولا يزالون حتى اللحظة يسعون الى ذلك، الا انهم لا يسعون الى التصادم مع العائلات. وقال النائب ناجي غاريوس لـ"النهار" :"نسعى الى التوافق منذ البداية كما أعلنا، وتحديداً مع "القوات" في الانتخابات البلدية والتوافق حتى اللحظة لم يسقط كما يروّج البعض، صحيح ان اللجنة التي كانت تعمل على التوافق لم تنجح، لكن حالياً منسقي "التيار" و"القوات" يتحاوران مع رؤساء البلديات مباشرة بهدف التوصل الى حل توافقي في كل البلديات وخصوصاً في الحدت".

العائلات...أقوى
وتعتبر العائلات وتوافقها خطاً أحمر لدى "التيار". وقال غاريوس: "لدينا سياسة ثابتة لدى التيار تقضي بعدم التدخل بين العائلات وترك الموضوع لها في حال كانت هي من تقرر في الانتخابات ولا نسعى الى احداث تفرقة او انقسام بينها ونتركها تتفاعل بنفسها ولا نعمل الى الاساءة لعلاقتنا مع العائلات واعطائها الطابع العنفي، لانها بالاخير هي التي تفوز".

هذه اسباب الخلاف
وبحسب غاريوس ليس هناك سبب واحد يمنع التوافق. وقال :" السبب ليس محصوراً بالدعاوى بين اعضاء في البلدية وجورج عون وهذا الامر نتركه للقضاء، هناك أسباب اخرى مثل اي بلدية اخرى في لبنان، اذ هناك من يرفض وصول الرئيس السابق وهناك من يؤيده، وآخرون يقولون لماذا هو وليس نحن، ليس هناك سبب واحد كما يروّج".

التوافق سقط
في المقلب الثاني، تصريحات "القوات" تؤكد ان الحزب لا يريد مواجهة "التيار"، ويعود هذا الأمر لاقتناعاتها بالتعاطي السياسي الجديد مع الواقع المسيحي، ولا تريد الغاء جورج عون انما الحفاظ على مشاركته في عملية الانماء. لكن يبدو ان عون مصرّ على المعركة ويرفض تجنيب المدينة معركة انتخابية، يعلم الجميع ان الفارق بالأصوات في المرة السابقة لم يكن كبيراًَ ولا يتخطى الـ 700، أي بمجرد ان يغيّر 350 رأيهم تصبح المعركة على حد السيف بين الطرفين.
وفي هذا الاطار، قال الوزير السابق طوني كرم لـ"النهار" ان "القوات لا تتعاطى مع انتخابات الحدت او اي منطقة أخرى وفق منطق من يأخذ مقاعد أكثر في البلدية، وهذا معكوسٌ في طرحنا التوافق على 6 أعضاء لجورج عون و6 لعائلات الحدت والباقون، 2 للقوات و2 للكتائب و2 لحزب الوطنيين الاحرار، وان يذهب الجميع الى منزل الرئيس السابق للبلدية انطوان اسكندر لاعلان اللائحة التوافقية وينسحب الاخير من الانتخابات لمصلحة عون، وانطلقنا من هذا الطرح لنؤكد على الاداء السياسي الجديد على الساحة المسيحية الذي بدأ في معراب ونأمل ان ننجزه في منطقتنا".

لن نخوض اي معركة
ولا يستبعد كرم التوافق، الا انه يرى ان الدفة في الانتخابات بدأت تأخذ منحاً تصاعدياً في اتجاه المعركة مع اصرار عون على لائحته. وأوضح: "لم نترك اي وسيلة لتجنيب الحدت هذه المواجهة ونستمر في تنسيق كامل مع "التيار" والنائبين حكمت ديب ابن المنطقة والان عون ونسقنا بشكل مباشر ايضا مع ابرهيم كنعان، ولا نشك للحظة برغبتهم في التوافق الا ان اصرار جورج عون يقطع الطريق امامنا ونحن كقوات لن نخوض اي معركة في الحدت اذا لم يحصل توافق، لكننا في الوقت لا يمكننا ان نقول لشبابنا لا تترشحوا او نمنعهم عن ذلك".

هناك تجني
ورفض كرم تحميل "القوات" مسؤولية عدم الاتفاق كما يروج البعض عن دعاوى لانصارها ضد جورج عون. وأوضح كرم انه "ليس صحيحاً ان هناك دعوى بين شباب "القوات" وعون بل هناك مشاكل بين الفريق الذي كان موجوداً في البلدية بشأن أمور مالية وبلدية بحتة وما يتردد هو تجني علينا وعلى التوافق الذي نسعى له". وأكد ان "القوات" سيكون لها موقف موحد مع "التيار" قريبا من الاستحقاق الانتخابي اذا لم يحصل التوافق.

لائحة اخرى
وعلمت "النهار" ان "لائحة ثانية تشكلت في الحدت في مواجهة عون برئاسة الرئيس السابق للبلدية انطوان اسكندر مدعوماً من عائلات حدتية من بينها اسمر وشرفان شجعته على الترشح رغم رفضه ذلك، وتضم اللائحة الأخرى بالاضافة الى الأعضاء المتخاصمة مع عون 6 اعضاء من مناصري "التيار" واثنين من اصدقاء الكتائب ما يمهد الطريق امام معركة انتخابية بعكس ما يروّج مؤيدو عون ان النتيجة محسومة لمصلحة عون".

شروط تعجزية لعون
وفي المعلومات ان العلاقة المتشنجة بين جورج عون و"القوات" تؤثر سلباً على مجرى التفاوض، اذ نقل عنه قوله " قبل ان يعتذر القوات مني على موقعهم الالكتروني عن كل شيء صدر منهم باتجاهي لن ابحث بأي شيء آخر".