الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

بعد 3 عقود...صورة شاربات أصبحت رمزاً لأمر بغيض!

المصدر: "الغارديان"، ترجمة نسرين ناضر
بعد 3 عقود...صورة شاربات أصبحت رمزاً لأمر بغيض!
بعد 3 عقود...صورة شاربات أصبحت رمزاً لأمر بغيض!
A+ A-

بعد ثلاثة عقود من ظهور اللاجئة الأفغانية شاربات غولا على غلاف مجلة "ناشونال جيوغرافيك" وتحوّلها أيقونة عالمية، أصبحت صورة فوتوغرافية على بطاقة الهوية العائدة لها رمزاً للعداوة الباكستانية تجاه اللاجئين الأفغان.


عام 1984، تحوّلت صورة لفتاة ذات عينَين خضراوين على غلاف مجلة "ناشونال جيوغرافيك" رمزاً لمحنة اللاجئين الأفغان الذين أرغمتهم الحرب على النزوح والعيش في مخيمات في باكستان.
بعد ثلاثة عقود، باتت صورة جديدة لشاربات غولا - هذه المرة صورة شمسية رخيصة الثمن لامرأة في متوسط العمر - تجسّد العداء الذي يكنّه عدد كبير من الباكستانيين للشعب الذي يعتبرون أنه أطال الإقامة في بلادهم.
يوم الثلاثاء الماضي، نشرت وسائل الإعلام الوطنية الصورة الفوتوغرافية المأخوذة من بطاقة الهوية الوطنية المحوسَبة العائدة إلى غولا، وتُعتبَر بطاقة الهوية مستنداً حيوياً لا يُسمَح للمواطنين الأجانب، على غرار غولا، بحيازته.
حصول أحد أشهر اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في باكستان، ويبلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين نسمة، على بطاقة هوية يسلّط الضوء، برأي عدد كبير من الأشخاص، على الفساد المستشري في الجزء الأكبر من المؤسسات الحكومية الباكستانية.


 


محظورات على اللاجئين


لا يستطيع الأفغان شراء عقارات، وفتح حساب مصرفي، والاطمئنان إلى أنهم سيتمكنون من البقاء إلى ما لا نهاية في بلدٍ يريد التخلّص من لاجئيه، إلا عبر حيازة بطاقة هوية وطنية محوسبة، والتي يحصلون عليها عادةً عن طريق دفع رشاوى وتزوير مستندات.
قال فائق علي شاشار، الناطق باسم الهيئة الوطنية لقاعدة البيانات والتسجيل، إنه تم اكتشاف بطاقة الهوية العائدة لغولا في آب الماضي وإبطالها، وجرى توقيف أربعة مسؤولين عن العمل بسبب الاشتباه في ضلوعهم في هذه القضية.
أضاف أن الهيئة عثرت حتى الآن على أكثر من 22000 بطاقة هوية يحملها أفغان بطريقة غير قانونية.
كما أن حصول رجلَين يقال إنهما ابنا غولا على بطاقة هوية وطنية محوسبة سلّط الضوء أكثر فأكثر على تجذُّر الأفغان في باكستان حيث أنشأ كثرٌ أعمالاً وأسّسوا عائلات.
بدأ الأفغان أولاً بالانتقال إلى باكستان إبان الاجتياح السوفياتي لبلادهم عام 1979، وهناك أجيال من الأفغان نشأت وكبرت في باكستان من دون أن تزور يوماً موطن أجدادها.
وقد استمرت أعداد اللاجئين في التزايد بعد انسحاب القوات الروسية عام 1989 مع نشوب الحرب الأهلية في أفغانستان.
ثم عاد ملايين الأفغان إلى ديارهم بعد قيام المجتمع الدولي باجتثاث نظام طالبان عام 2001، لكن يُعتقَد أن أكثر من 2.5 مليون لاجئ أفغاني - ثاني أكبر عدد من اللاجئين في العالم - لا يزالون يقيمون في باكستان.
ولطالما لم يكن مرحّباً بهم في باكستان، حيث يحمّلهم عدد كبير من الباكستانيين مسؤولية الجرائم والإرهاب.
قال حميد الحق، النائب عن مدينة بيشاور الواقعة في الشمال الغربي والتي تؤوي عدداً كبير من الأفغان: "نريدهم أن يغادروا باكستان لأننا نعاني الأمرّين. كل شوارعنا ومساجدنا ومدارسنا مكتظة بسببهم. حان الوقت كي يغادروا باكستان بكرامة".
بُذِلت محاولات متردّدة لإرغام أعداد أكبر منهم على مغادرة البلاد، منها التهديد بحرمانهم من صفة اللجوء، لكن جرى مراراً وتكراراً تجاهل المهل الرسمية ولم يتم التقيد بها.
كذلك حاولت الحكومة إخلاء الأحياء الفقيرة في إسلام أباد التي يقطنها الأفغان.
وتكثّفت الإجراءات التي تستهدف اللاجئين الأفغان بعد الهجوم الذي شنّته حركة "طالبان" الباكستانية في كانون الأول الماضي على مدرسة الجيش العامة في بيشاور حيث لقي أكثر من 130 تلميذاً مصرعهم.
خلال الشهر الذي أعقب الهجوم، غادر أكثر من 33000 أفغاني لا يملكون وثائق ثبوتية، باكستان وعبروا الحدود باتجاه أفغانستان، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية - وهو ضعف عدد اللاجئين الأفغان الذي غادروا باكستان طوال عام 2014.
وقد زعم العائدون أنهم تعرّضوا للضرب من الشرطة والاعتقال والطرد من منازلهم.


دعوات العودة 
وقد دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" باكستان هذا الأسبوع إلى الكف عن محاولة إرغام اللاجئين على العودة إلى بلادهم.
وعلّق فيليم كاين، نائب مدير المنظمة في آسيا: "تشوّه الحكومة الباكستانية السمعة التي استحقتها البلاد عن جدارة لناحية حسن الوفادة تجاه اللاجئين، وذلك عبر قبولها بالترحيل الإكراهي العقابي، وغير القانوني على الأرجح، للاجئين الأفغان".
وقال غولزار خان، وهو سياسي ومفوَّض سابق للاجئين الأفغان، إنه لا يمكن أن تتوقّع باكستان أن يغادر هذا العدد الكبير من الأشخاص البلاد بين ليلة وضحاها.
أضاف: "الحكومة الأفغانية الحالية في وضع هش جداً على المستويين الاقتصادي والسياسي. إذا جرى ترحيل حوالى مليونَي لاجئ، ستواجه الحكومة الأفغانية أزمة كبيرة".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم