الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مؤتمر "تفاعل الدين والمجتمع" في جامعة سيدة اللويزة – برسا

المصدر: الكورة – النهار
طوني فرنجية
مؤتمر "تفاعل الدين والمجتمع" في جامعة سيدة اللويزة – برسا
مؤتمر "تفاعل الدين والمجتمع" في جامعة سيدة اللويزة – برسا
A+ A-

رعى رئيس الوزراء تمام سلام ممثلا بوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس المؤتمر الذي نظمته جامعة سيدة اللويزة – برسا، بعنوان " تفاعل الدين والمجتمع، في حضور متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم المالكيين الكاثوليك المطران إدوارد ضاهر، رئيس الجامعة الاب وليد موسى، ورؤساء بلديات وفاعليات.


بعد كلمة منسق المؤتمر ادغار حرب تمنى مدير الجامعة الاب سمير غصوب ان تنسحب اعمال المؤتمر على مجتمعنا اللبناني تقبلا للاخر وتفهما لرايه واحتراما لخياراتهم . واشار غصوب الى ان المؤتمرين سيظهرون اهمية الدين والايمان مستنكرين التعصب الذي يشوه معاني الرسالات السماوية .
واكد الاب وليد موسى رئيس الجامعة الاب وليد موسى ان اله جمعنا في لبنان على الحرية في الايمان ونلاحظ اليوم اقتطاع الدين عن الايمان وتأطيره ، اصبح الدين يستخدم من قبل البعض بالقتل والدمار ، وتساءل موسى عن مدينة طرابلس والشمال التي وجهت اليها تهم باطلة وهي اليوم حاضرة من خلال وجودكم ومناقشتكم لدورين الدين في المجتمع وكيفية تحاشي الاصولية .


وتراس الجلسة الاولى الاب وليد موسى تحت عنوان : موقف رجال الدين . حيث تناول رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده القيم المشتركة بين المسيحية والاسلام حيث اكد ان لبنان منذ القدم بلد العيش المشترك بين مختلف طوائفه وشرائحه الاجتماعية اذ انه يضم ثمانية عشر طائفة معترف بها رسميا ، ويمكن القول ان في كل مسيحي من لبنان نفحة من الاسلام وفي كل مسلم نفحة من المسيحية وإن الكثير من عاداتهم وتقاليدهم في مختلف المناسبات متشابهة ،وهذا مالانراه في البلدان العربية او في اي ومنطقة اخرى من العالم . واكد بو جوده ان الجماعات الدينية يجب ان تتمتع بحق الحصانة في شؤونها كافة ، وان الكنيسة تتفحص ماهو مشترك بين الناس ويقودهم الى مصير واحد فلكل الشعوب اصل واحد لان الله اسكنهم على وجه الارض . فالكنيسة تحدد ماهو مشترك بينها وبين المسلمين وهناك نقاط عديدة ، واوضح انه عبر التاريخ قد حصلت صراعات مريرة بين المسيحين والمسلمين كما يحصل بي اتباع كل ديانة منها.


وتناول الشيخ حسين احمد شحاده الامين رئيس منتدى المعارج والامين العام لملتقى الاديان والثقافات للتنمية والحوارممثلا سماحة العلامة السيد علي فضل اله بكلمته التحديات والازمات الي تعزز لقاء الاديان في حدائقه المشتركة ، وفي مقدمة هذه الازمات : ازمة المعرفة في الدين وما يتفرع عنها من اشكالات تتصل بعدد من وجوه هذه الازمة، اولا ازمة تكوين العقل الديني ، ثانيا ازمة إنتاج المعرفة في الدين وسيرورتها الحدثاوية في سباق الوعي التطبيقي للدين ، ثالثا : ازمة فصل الدين عن السياسة وعن القيم الاخلاقية في ضوء تحديات العولمة ، رابعا : ازمة المنهج والتكفير في بناء الحلول المقترحة للخروج من هذه الازمات املجتمعة ، واضاف الامين انه لايمكن استشراق رؤية مستقبلية لبناء افضل العلاقات بين الاديان الابتصحيح مفهوم علاقة التآخي المشروطة ،وبتصحيح الصورة النمطية مما يعني وجوب العودة لا الى قيم الحرية وقبول الآخر والاختلاف وحسب بل تعميم ثقافة التسامح وتنقية الذاكرة والعودة الى بلورة القيم المشتركة لكي لاتكون هذه القيم مصدرا من مصادر الاختلاف والقطيعة . وختم قائلا خيارنا اليوم في هذا المفصل التاريخي هو ان نقتلع خطاب الكراهية والقتل في مجالين : النصوص ، وداخل الوجدان الشعبي الذي يمتلك اليوم وفي ظل الفوضى والفراغ سلطة التاثير على المشهد الديني عامة والمشهد السياسي خاصة .


واوضح مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار ان الدنيا كجسد ان فقدت روحها فقدت استقرارها ، فالعالم دون دين لايصلح لان الاديان مجتمعة اتت لمقاصد اساسية لتحقيق الخير والمنفعة للعباد وتنظيم حياتهم وتقريب المسافات فيما بينهم وليس كما يعنقد البعض لعقوبة البشر ، ان اله انزل الانجيل والقرآن فالمعادلة هنا بين الحسن والاحسن ، واكد ان العدل اصبح صعب المنال في مرحلة وصل البشر فيها الى الرفاهية وتقريب المسافات والعالم كله في قبضت يدهم لذلك خوت حياتنامن الامان والاستقرار ، فالدين اتى لبناء المجتمعات لذلك يجب ان يكون ابنائه متجانسسين وتنظم علاقاتهم فيما بينهم ، فكل مجتمع لاتسود فيه الحرية لايعرف معنى حقيقة رسالة الاسلام والمسيحية ، فالدين جاء ليعطي حق الاختيار ولايجوز ان يشهر احد السلاح في وجه الآخر الخارج عن دينه او اعتقاده ، مؤكدا ان القيم الدينية كلما سادت في المجتمع عم فيه الاستقرار بعيدا عن القتل والقلق النفسي .
وتراس الجلسة الثانية الدكتور هاشم الايوبي تحت عنوان: موقف المجتمع المدني حيث عرض لاهمية ودور المجتمعات المدنية ففي تقريب وجهات النظر بين مختلف فئات المجتمع .


وتناولت الدكتورة نائلة طبارة نائب رئيس مؤسسة اديان بمداخلتها موضوع التفاعل بين الدين والمجتمع ودور الاديان في ارساء السلام من خلال مشروعين اطلقتهما المؤسسة ، الاول: يطال الشباب اللبناني من كافة المناطق اللبنانية بالتنسيق مع البلديات وهيئات المجتمع المدني ، وقام بتدريبهم على المواطنة الحاضنة للتنوع في لبنان ، ومن ثم قيامهم بدورهم تدريبات في مناطقهم حول هذا الموضوع . الثاني : هو عمل المرجعيات الدينية الرسمية لمختلف الطوائف في لبنان لادراج التربية على المواطنة في مناهج التربية االدينية ، من خلال دليل تدريبي اسلامي – مسيحي لتعزيز قيم المواطنة والعيش معا في التربية الدينية وورشات عمل للمدرسين والخطباء ورجال الدين حول هذا الدليل .


والقى الامير حارث شهاب من لجنة الحوار الاسلامي المسيحي كلمة اوضح فيها ان هناك تغيرات كبيرة في الديموغرافيا عائدة للانتشار المسيحي في آسيا وافريقيا ومانتج عنه من تداخل اسلامي مسيحي ، واوضح ان الغرب فشل في عملية الفصل بين الدين والدولة ، فحوارنا اليوم يهدف الى بناء جيل لايكتفي بالعيش المشترك بل بتحقيق اهداف مشتركة بين مختلف الطوائف وتسهم في قيام دولة الحق والمساواة وهذا الامر يستدعي انماء االثقافة الحوارية الشباب في المعاهد، ثم عرض شهاب لنظرة العلمانين والمأزق الذي قد يعانونه اذا لم يبعدوا الدين عن الحياة الاجتماعية والمعتقدات ، واشار الى ضرورة المعرفة الدينية لاحترام الآخر والثاني من خلال تشجيع قيام مؤسسات مختلطة تعمل لخير المجتمع ، كما عرض للعنف الديني الذي هو نتيجة طبيعية لظاهرة الجهل والغلو والتطرف الديني وهنا مسؤولية الدولة في انجاح عملية الحوار . ولابد من الاشارة الاانه كلما وقع عمل ارهابي او عنفي في اي دولة عربية واسلامية ترتفع الاصوات تتهم الخارج متغافلة عن احتمال وجود عوامل او اسباب مستوطنة في البيئة الداخلية تنتج هذه الظاهرة .



واشار الدكتور طلال خوجه ان الدين طريق الى السلام هو عنوان تتادخل فيه الجوانب الروحية مع الجوانب الزمنية ، وعرض للمراحل الزمنية التي مرت بها الديانة المسيحية والثورات التي مشهدتها البلدان العربية والعالمية ، متناولا ماتفعله داعش او النيو قاعدة اليوم بانه استعراض للقوة والعنف ، حيث ان التنظيمات المتشددة تستخدم الدين في معاركها العبثية لتبرر القتل والانتحار . وختم قائلا انه يخالف برايه كل المتشائمين وان الربيع العربي مازال مزهرا رغم انه اصبح دامي .

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم