الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ماذا لو تخلّى عمّالُ الشعر عن التنكيل بالوحش والحفر في المناجم؟

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
ماذا لو تخلّى عمّالُ الشعر عن التنكيل بالوحش والحفر في المناجم؟
ماذا لو تخلّى عمّالُ الشعر عن التنكيل بالوحش والحفر في المناجم؟
A+ A-
أنا خائفٌ على العالم، فيما لو "قرّر" عمّالُ الشعر، إعلان العصيان، والتوقّف عن مواصلة الحفر في المناجم، رفضًا للتوحّش غير المسبوق، لا في التاريخ القديم، ولا في التاريخَين الحديث والمعاصر، الذي يهيمن على سياسات بلدان الأرض واقتصاداتها، وأحوال حكّامها وشعوبها، وعلى الأخلاقيّات اللّاأخلاقيّة التي تضع يدها على المصير البشريّ برمّته. أعتقد أنّ خرابًا مسكونيًّا (شديد الاحتمال) كهذا، لن يتمكّن خيالٌ، مهما كان جامحًا، من أنْ يحصي كوارثه، هنا في لبنان ومنطقته، وفي غير مكانٍ من المعمورة، ويتكهّن بتردّداته الارتجاعيّة التي لا قدرة على تحمّلها. يا لتعاسة العالم، إذا ألمّ به جنونٌ كهذا، في غمرة السقوط السريع والمريع chute libre نحو قعر الهاوية، التي نشهد، هنا، وفي بعض نواحي الأرض، نماذجَ مرعبةً منه. أنا خائفٌ على العالم، من السفالات التي لا تُطاق وباتت تتحكّم بالسياسات في العالم. جاهليّاتٌ تُسابِق جاهليّاتٍ لتطحنها، وتحلّ محلّها، أو لتتشارك وإيّاها حفلةَ المعس التي تتعرّض لها الأنسنة. محوٌ للآخر، واستكبارٌ، وتخلّفٌ، وانحطاطٌ، وحقارةٌ، وبزنسٌ، وتسليعٌ، وبورصةٌ، وأسلحة دمارٍ وقتلٍ، وعدم تورّعٍ عن استساغةِ أيِّ إجرامٍ عموميٍّ وفرديّ، وتشييئٌ، وبيعٌ وشراءٌ، على حساب الإنسان والأنسنة. أيّها الناس، هذا العالم، هذه هي أمراضُهُ، وهي ليست شعريّةً، ولا تُداوى بالشعر، الذي يمنح الكائن فرصةً نادرةً لكي لا يعود إلى طبيعته الوحشيّة والعدوانيّة. أتحدّث عن موت العالم، وعينُ الكلام على موت لبنان. لم تعد بلادُنا قادرةً على تحمّل شريعة الغاب، وسنن الحرام. الوحوش يحتلّون كلّ مكان، وكلّ شيء، وهم وحوش السياسة والسلطة، ووحوش الطوائف والمذاهب، ووحوش المال، ووحوش النهب، ووحوش المتسلّقين والمستفيدين والملتحقين. وما أكثر هؤلاء.قد تشفع شعرنةُ الحياة، بتسكين مشقّات هذا العالم، وأوجاعه، أو بإرجاء مواعيد التراجيديا النهائيّة. وقد ينفع شعرُ الشعراء المدوَّن، منذ أوّل التكوين إلى هذا اليوم، بتذكير البشر بأنّهم مشاريع شعراء من أجل تكريم الحياة، وإعلاء شأنها. لكنّ هذا الإرث...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم