الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

مَن يَجرؤ على مكافحة الفساد؟

المصدر: "النهار"
نجم بو فاضل
Bookmark
مَن يَجرؤ على مكافحة الفساد؟
مَن يَجرؤ على مكافحة الفساد؟
A+ A-
كي لا يُجنى على سقراط مرّة أُخرى، ويُدان بالإفساد، ويُحكَم عليه بتجرّع كأس السمّ حتى الممات، لا بدّ من النظر إلى مسألة الفساد انطلاقًا من الأرضيّة التي تمدُّ فيها هذه العُلَّيقة اللَّبِدةُ جذورها، قبل الشروع في استعراض آفاتها التي تتسلّق بأغصانٍ شائكةٍ ومُتَلوّيةٍ على كلّ جذع يستقيم أمامها. ذلك أن الكثيرَ الكثير مما نسمعه من أفواه المنادين بمحاربة الفساد، والوافرَ الوفير مما نقرأه في أقلام الداعين إلى مجابهته، يحصر الكلام في الفاسدين، أي المُرتشين والمختلسين ومرتكبي الشوائن على اختلاف أنواعها ومستوياتها، ويحدّ المعالجة بالأسلوب السلبيّ، المتمثّل بمعاقبة الفاسد سبيلًا وحيدًا لمكافحة الفساد. ويتغافل عن أن الفساد قد يكون متأصّلًا في البنى والهيكليّات ويحتجب، أو يُحجَب، في ثناياها.فالفساد يتأصّل، بادئ ذي بدءٍ، في الوجود الذي ينطوي في جانبٍ من جوانبه التكوينيّة على ما يتشوّه ويتفكّك ويتحلّل، أي على ما يَفسُد ويُفسَد. وهو، بطبيعة الحال هذا، يُلازِم المسيرة التي سارت بها البشريّة في هذا الوجود، ويؤلّف جزءًا لا يتجزّأ من البنى الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة التي أُنشئت على طول هذه المسيرة التاريخيّة. ففي هذه البنى يجد الفساد أرضًا خصبةً ينشأ فيها، ومدى واسعًا يتفشّى فيه ويترعرع، وقاعدةً متينةً يتصلّب عوده عليها....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم