الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

نصف مليون لمن ضاقت بهم الحياة

مايا تروّ - لبنان
Bookmark
نصف مليون لمن ضاقت بهم الحياة
نصف مليون لمن ضاقت بهم الحياة
A+ A-
عندما كنت أشرح للأفراد من حولي، تلك الفكرة في تأسيس جمعية تهدف إلى محاربة الجوع والتقليل من اهدار الطعام، قائمةً على مبدأَي المسؤولية الاجتماعية والتطوع فقط، لا يتقاضى أفرادها راتباً، وليست مرهونة بالمساعدات الدولية التي تحدد أولوياتها وتتحكم بسير أعمالها، كانت غالبية المستمعين تبتسم لي تلك الابتسامة الساخرة "تبع ايه مبلا". منهم من كان يقول لي إنه يجب أن أحصل على وظيفة حقيقية بدل من أن أحلم: "هيدا لبنان. مفكّرا حالِك برّا. ما بتضاينوا سنة بهالجمعية". والأصعب من كل هذا أن عائلتي لم تساندني، ظناً منها أنني كنت أضيع وقتي، وأن مَن في عمري يجب أن تفكر في مستقبلها، وأن تؤمّن وظيفة لائقة بحسب تحصيلها العلمي، "لأنو ما علّمناكِ بأهم الجامعات لتشتغلي ببلاش"، وأن تحصل على زوج وعائلة قبل فوات الأوان "لأني بطّلت زغيري".لكنني لم أستمع إليهم. ها أنا اليوم بعد سبع سنين، عمري ثلاث وثلاثون سنة، حاصلةً على ثلاث شهادات ماجستير في الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والهجرة، لا أزال عزباء، "إيه، يمكن راحت عليِّ"، ولا أزال بلا راتب يليق بي، ولكنني بفضل جمعيتي FoodBlessed تمكّنت من توفير نصف مليون وجبة طعام لأشخاص ضاقت بهم الحياة، في المطاعم المجانية للجمعية، ومن توفير آلاف الحصص الغذائية لعائلات عاكستها الظروف. تمكّنت أيضاً من إنقاذ ملايين الأطنان من الطعام من الهدر عبر التبرع بها للمحتاجين. ولكنني لم أفعل كل هذا لوحدي. فقد استطعت من خلال إيماني بقضيتي أن أجذب أشخاصاً يشبهونني. هم آلاف المتطوعين الرائعين الذين قصدوا "فودبلسد" لأنهم هم أيضاً يريدون أن يُحدثوا تغييراً ما في مجتمعهم من خلال التشارك بالخبرات وتقديم الوقت أو التبرع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم