الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

وزير الخارجيّة السعودي لم يدلِ بهذا التصريح عن لبنان... إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش (28 حزيران 2021، تويتر).
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش (28 حزيران 2021، تويتر).
A+ A-
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان بتصريح منسوب الى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان جاء فيه أن "لبنان هو تحت الوصاية الايرانية ولا يحتاج إلى مساعدة المملكة العربية السعودية". غير أن هذا التصريح مختلق، ولم يدل به بن فرحان. FactCheck# 
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ينتشر هذا التصريح في حسابات وصفحات، لا سيما لبنانية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وفي مواقع اخبارية (هنا). وجاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): "وزير الخارجية السعودية: لبنان تحت الوصاية الايرانيه ولا يحتاج إلى مساعدة المملكة العربية السعودية. فرئيسه العماد عون قد اختار طريق ايران وفنزويلا والممانعة وباب السعودية مقفل تجاه اي حكومة متمثلة بحزب الله كذلك اغلب الدول العربية".
 
 
 
 
 
التدقيق: 
بدأ انتشار هذا التصريح في 12 ايلول 2021، بعد يومين من اعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي، الجمعة 10 ايلول 2021. لكن هذا التصريح مختلق، وفقا لما يبينه تقصي حقيقته. 
 
فالبحث عنه في حساب الوزير بن فرحان في تويتر (هنا) يبيّن ان لا وجود له. 
 
ففي 11 ايلول 2021، كان بن فرحان في زيارة لألبانيا، حيث اجتمع برئيس الوزراء إيدي راما وبحث معه في "تعزيز العمل المشترك في كل المجالات التي تعود على البلدين بالانماء والازدهار وتحقق الرفاه للشعبين الصديقين"، على ما كتب (هنا).
 
وفي 12 منه، نشر صورا تجمعه بوزير خارجية النمسا الكسندر شالنبرغ، في "جولة بمحافظة العلا التاريخية حيث استوطنت الحضارات الإنسانية القديمة" (هنا). 
 
 
كذلك لا اثر لهذا التصريح المزعوم في موقع وزارة الخارجية السعودية (هنا، وهنا)، او في حسابيها في تويتر وفايسبوك (هنا، وهنا).
 
ولم نعثر عليه ايضا في موقع وكالة الانباء السعودية الرسمية (هنا)، او في حساب السفير السعودي في لبنان وليد بخاري (هنا). 
 
الى جانب ذلك، لم يمكن ايجاد هذا التصريح منشوراً في اي مواقع أو وكالات اخبارية عربية أو سعودية او لبنانية ذات صدقية، علما انه لا يمكن ان تغيب عن تصريح مماثل في ما لو كان صحيحا. 
 
ما يجب معرفته ايضا هو ان المملكة العربية السعودية لم تصدر، حتى كتابة هذا التقرير، اي موقف رسمي من اعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة ميقاتي. كذلك لم يعلق سفيرها في لبنان او وزير خارجيتها على الامر.  
 
وغياب هذا التصريح المزعوم في المواقع الرسمية السعودية والمواقع والوكالات الاخبارية يعني انه زائف. 
 
- السعودية ولبنان -
وتعود أحدث المواقف السعودية الرسمية من لبنان الى 4 آب 2021، مع اعلان بن فرحان، خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك في مؤتمر "دعم لبنان وشعبه" عبر الاتصال المرئي، عن "تضامن السعودية المستمر مع الشعب اللبناني في أوقات الأزمات والتحديات"، مؤكداً "محافظة المملكة على مساهماتها المستمرة في إعادة إعمار لبنان وتنميته".
 
وقال:" المملكة من أوائل الدول التي استجابت لتقديم المساعدات الإنسانية للبنان بعد الانفجار المروع الذي وقع قبل عام تحديداً، في مرفأ بيروت، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يواصل تنفيذ برامجه في بيروت حتى يومنا هذا".
 
وأوضح أن "لبنان يواجه صعوبات في تشكيل حكومة فاعلة، وأن إصرار حزب الله على فرض هيمنته على الدولة اللبنانية هو السبب الرئيسي لمشاكل لبنان". وحض "السياسيين اللبنانيين من جميع الأطراف على تأدية واجبهم الوطني لمواجهة هذا السلوك، تحقيقاً لإرادة الشعب اللبناني في مكافحة الفساد وتنفيذ الإصلاحات اللازمة".
 
وجدد "تأكيد المملكة أن أي مساعدة تقدم إلى الحكومة اللبنانية الحالية أو المستقبلية تعتمد على قيامها بإصلاحات جادة وملموسة، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وتجنب أي آلية تمكن الفاسدين من السيطرة على مصير لبنان" (واس 4 آب 2021).
 
وسبق ان عبّرت السعودية، في 18 آب 2020، عن موقفها المندد بحزب الله "الذي يُعتبر اداة للنظام الايراني"، داعية الى "إنهاء حيازة السلاح واستخدامه خارج إطار الدولة..." (هنا).  
 
  
كذلك، كان بن فرحان صريحا بإعلانه، في 21 ك2 2021، أن "لبنان يمتلك مقومات للنجاح لكنه ‏يحتاج الى الإصلاح ولن يزدهر من دون إصلاح سياسي ونبذ ميليشيات حزب الله"، وفقا لما نقلت عنه "العربية". 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان بن فرحان قال في تصريح إن "لبنان هو تحت الوصاية الايرانية ولا يحتاج إلى مساعدة المملكة العربية السعودية...". هذا التصريح مختلق، ولم يدل به بن فرحان. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم