الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"هذا الجندي يحمل حماراً لوجودهما في حقل ألغام"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (فايسبوك).
A+ A-
في المزاعم المتناقلة ان الصورة التي تنتشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر "جندياً يحمل حماراً، ليس بدافع الحب"، بل "لوجودهما في حقل ألغام، واي خطوة خاطئة من الحمار تؤدي بهما الى الهلاك". غير أن هذا الادعاء خاطئ. الصورة التي تعود الى تموز 1958، تظهر عنصراً من الحركة Harka التابعة للواء الثالث عشر من الفيلق الأجنبي الفرنسي في الجزائر يحمل على ظهره حماراً صغيراً كان يتضوّر جوعاً. وبعد أخذه إلى القاعدة، أصبح تميمة اللواء، وسُمِّي بامبي. FactCheck#
ّ
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: الصورة بالأبيض والأسود. ويظهر فيها شخص بلباس عسكري، على ما يبدو، حاملا حمارا على ظهره في حقل. وكان معه ثلاثة رجال آخرين. منذ ايام، تكثف التشارك في الصورة، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "الجندي الذي يحمل الحمار ليس بدافع الحب وإنما بسبب تواجدهم في حقل الألغام لأن أي خطوة خاطئة من الحمار تؤدي بهم إلى الهلاك. بعض الأحيان يجب علينا أن نتحمل الحمير حولنا حتى نحمي أنفسنا". 
 
الصورة تناقلتها ايضا حسابات أجنبية، لا سيما بالانكليزية، بالمزاعم ذاتها (هنا، هنا، هنا--- وهنا بالفرنسية...).  
 
 
 
التدقيق: 
لكن هذه المزاعم المرفقة بالصورة خاطئة، وفقا لما يبيّنه التدقيق فيها. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة يقودنا الى موقع monsieur-legionnaire، الذي خصّص صفحة للصورة بعنوان: الجحش بامبي L’ânon Bambi. والجحش هو صغير الحمار. 
 
وكتب كونستانتان ليانوس CONSTANTIN LIANOS قصة الصورة كالآتي: "في عام 1958، عندما كنت في منطقة القبائل Kabylie (في شمال شرق الجزائر)، لفتني مقال صحافي عن حدث مؤثر.

فخلال عملية في الجبل، وجدت الحركة 8/ harka 8 وعناصر اللواء الثالث عشر من الفيلق الأجنبي (الفرنسي) جحشًا جائعًا، محكوما عليه بالموت المؤكد من دون شك. وقد حمله أحد الحركيين على كتفيه، وأعاده إلى المعسكر. وأصبح تميمة الوحدة، وسُمِّي بامبي.

هذه الصورة التي نُشرت في مجلة "باري ماتش"، تصدرت عناوين الصحف الكبيرة والأجنبية. وبعد مرور بعض الوقت، منحت "الجمعية الأميركية لمكافحة القسوة على الحيوانات" ديبلومًا، و"الجمعية الملكية لحماية الحيوانات" في لندن ميدالية. وتمّ ذلك في شكل جماعي، من دون ذكر أي شخص".
 
 
- إنقاذ بامبي -
نتعمق في البحث، باستخدام كلمات مفاتيح بالفرنسية، مثل 13e demi-brigade de Légion étrangère، اسم اللواء الفرنسي الذي ذكره ليانوس اعلاه، فنقع على موقع foreign legion المخصّص للواء الأجنبي الشهير، والذي نشر الصورة ضمن تسلسل زمني لتاريخ اللواء منذ عام 1940 (هنا).
 
ووفقا لما أرّخ أحداث تموز 1958، "تمّ إنقاذ بامبي Bambi". وكتب: "أنقذت الحركة Harka التابعة للواء الثالث عشر من الفيلق الأجنبي 13e DBLE حمارًا صغيرًا يتضور جوعاً ووحيدًا. وقد أصبحت صورة لعنصر من اللواء حاملا حمارًا صغيرًا على ظهره مشهورة عالميًا. وقد أرسلت الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات، ومقرها في لندن، خطابًا إلى الفيلق لشكره على "إظهاره إنسانية". وقد أطلق على الحمار الصغير اسم بامبي، وأصبح تميمة اللواء".
 
 
ونشر الموقع الصورة مرفقة بالشرح الآتي: "إنقاذ بامبي. صورة شهيرة لحركي مسلم (غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين جندي في الفيلق)، عنصر في الحركة Harka التابعة للواء الثالث عشر من الفيلق الأجنبي، حاملاً حمارًا صغيرًا تمّ العثور عليه وحيدا وجائعا، خلال عملية في منطقة إدغار كوينيت Edgar Quinet. وقد أصبح الحمار الصغير، بعد أخذه إلى القاعدة، تميمة اللواء. وسمي بامبي Bambi (تموز 1958)". 
 
ومنطقة إدغار كوينيت عُرِفت ايضا سابقا باسم قايس. وتقع في ولاية خنشلة في الشرق الشمالي الجزائري. 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة اطلاقا للمزاعم ان الصورة تظهر "جنديا يحمل حمارا لوجودهما في حقل ألغام". الصورة الشهيرة تعود الى تموز 1958، وتظهر عنصراً من الحركة التابعة للواء الثالث عشر من الفيلق الأجنبي في الجزائر يحمل حمارا صغيرا كان يتضور جوعا. وبعد أخذه إلى القاعدة، أصبح تميمة اللواء، وسُمِّي بامبي.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم