حركة جيل زد 212 في المغرب: ما مطالبها ومن يقودها؟

شهدت مدن مغربية ليل الثلاثاء-الأربعاء أعمال شغب وصدامات بين متظاهرين وقوات الأمن بعد دعوات للتظاهر صدرت عن مجموعة "جيل زد 212" المطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها مواقع إخبارية محلية متظاهرين بعضهم ملثمون يرمون قوات الأمن بالحجارة في انزكان وتيزنيت وآيت عميرة، وهي مدن صغيرة بضواحي أكادير (جنوب).
كما أظهرت متظاهرين آخرين يضرمون النار بالقرب من مركز تجاري ووكالة بريدية في انزكان.
ودارت صدامات مشابهة في وجدة (شمال شرق)، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ومنعت قوات الأمن خلال الأيام الثلاثة الأخيرة الشباب الذين لبّوا نداء هذه المجموعة من التظاهر، لكن دون حدوث صدامات.
ونشرت صفحتها على فيسبوك ليل الثلاثاء بيانا عبّرت فيها عن "أسفها لوقوع بعض أعمال الشغب أو التخريب التي مسّت ممتلكات عامة أو خاصة".
وأضافت أنها "تدعو جميع المشاركين إلى الالتزام بالسلمية الكاملة وتجنّب أيّ تصرف قد يُستغلّ لتشويه مطالبنا العادلة".
وفي وقت سابق الثلاثاء أحالت النيابة العامة في الرباط 37 شخصا، بينهم ثلاثة قيد التوقيف، على المحكمة بسبب مشاركتهم في هذه التظاهرات الشبابية غير المسبوقة.
وفي الأيام الثلاثة الأخيرة، تم توقيف أكثر من مئتي شخص في العاصمة خلال تحرّكات نظّمت تلبية لدعوة هذه المجموعة، بعد منع الشرطة التظاهر وتفريقها المشاركين في التجمعات.
وأخلي سبيل غالبية الموقوفين، وفق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وأفادت المحامية سعاد براهمة وكالة فرانس برس بأن النيابة العامة قررت "مقاضاة 34 شخصا كان أخلي سبيلهم بكفالة، وتم تحديد السابع من تشرين الأول/أكتوبر موعدا لبدء محاكمتهم. كذلك ستتم مقاضاة ثلاثة موقوفين آخرين" في قضية أخرى.
وقالت المحامية إنها لم تتبلّغ بالتهم الموجهة إليهم.
وفي الدار البيضاء، طلبت النيابة العامة فتح تحقيق بحق 18 شخصا "من أجل الاشتباه في ارتكابهم لجناية عرقلة سير الناقلات بغرض تعطيل المرور ومضايقته"، خلال تظاهرة الأحد، وفق ما أوردت وكالة المغرب العربي للأنباء.
وأشارت النيابة العامة إلى أنه "تمت إحالة القاصرين البالغ عددهم 6 على المستشار المكلف بالأحداث".
والثلاثاء أصدرت هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية في المغرب بيانا أكدت فيه "على حسن إنصاتها وتفهمها للمطالب الاجتماعية واستعدادها للتجاوب الإيجابي والمسؤول معها، عبر الحوار والنقاش داخل المؤسسات والفضاءات العمومية، وإيجاد حلول واقعية وقابلة للتنزيل، للانتصار لقضايا الوطن والمواطن".
ومجموعة "جيل زد 212" التي ظهرت مؤخرا على موقع "ديسكورد" والتي لا تكشف هوية القيّمين عليها، تصف نفسها بأنها "فضاء للنقاش" حول "قضايا تهمّ كلّ المواطنين مثل الصحة، التعليم ومحاربة الفساد"، مؤكدة رفض "العنف" و"حب الوطن والملك".
وفئة الشباب والنساء هي الأكثر تضررا من الفوارق الاجتماعية والبطالة والتفاوت في مستويات التعليم والصحة بين القطاعين العمومي والخاص في المغرب، حيث تعد الفوارق الاجتماعية والمجالية معضلة رئيسية.
وفي الأسابيع الأخيرة شهدت المملكة احتجاجات متفرقة للمطالبة على وجه الخصوص بتحسين خدمات الصحة العمومية.