تسليم جثة أسير في غزة... ما مصير معبر رفح؟
سلّمت الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء، جثة أسير في غزة، في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنّها ستعيد فتح معبر رفح خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي والشاباك أن الصليب الأحمر تسلم أحد الجثمانين الباقيين داخل غزة ويتجه به نحو قوات الجيش.
وقال الجناحان المسلّحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، "كتائب القسام" و"سرايا القدس"، إنّهما سيسلمان رفات رهينة في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش).
وتعود آخر جثتين في غزة للإسرائيلي ران غفيلي والتايلاندي سودثيساك رينثالاك.
وقال مصدر في "حماس" لوكالة "فرانس برس" إن "فريق كتائب القسام (الجناح العسكري للحركة) وسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي)، عثروا على رفات من المحتمل أنها جثة لأسير إسرائيلي تحت الانقاض في بلدة بيت لاهيا".
وأضاف أن الصليب الأحمر سيتولّى الأربعاء "نقل العينة... لتسليمها للجانب الاسرائيلي لفحصها".
وأكّد مصدر في حركة "الجهاد الإسلامي" لـ"فرانس برس" هذه المعلومات.
وقال مكتب نتنياهو في بيان "تستعد إسرائيل خلال الساعات المقبلة لتتسلّم من الصليب الأحمر جثمان رهينة عُثر عليه اليوم خلال عمليات البحث في شمال قطاع غزة". وأكد البيان أن الجثمان سيخضع للفحوص الجينية اللازمة للتعرّف عليه.
في وقت سابق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أنّ البقايا التي تمّ تسلمها عبر الصليب الأحمر الدولي، الثلاثاء، لا تعود لأيّ من الرهائن الذين كانوا محتجزين.
وجاء في بيان لمكتب نتنياهو "بعد استكمال عملية التعرّف في المعهد الوطني للطب الشرعي، تحدّد أن البقايا التي أحضرت أمس للفحص من قطاع غزة لا ترتبط بأي من الرهائن الراحلين".

وبموجب اتّفاق وقف إطلاق النار، الذي يسري منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر، تعهّدت "حماس" بإعادة كلّ الرهائن الـ 48، ومن بينهم 20 من الأحياء.
معبر رفح
في السياق، أعلنت أنّها ستعيد فتح معبر رفح خلال الأيام القليلة المقبلة، ما سيسمح لآلاف الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية بمغادرة قطاع غزة الذي دمّرته الحرب عن طريق مصر.
بدورها، نقلت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية عن مصدر مصري نفيه لما تداوله إعلام إسرائيلي عن التنسيق لفتح معبر رفح.
وقال المسؤول المصري: "إذا تم التوافق على فتح معبر رفح فسيكون في الاتجاهين طبقاً لخطّة الرئيس دونالد ترامب".
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، ذراع الجيش الإسرائيلي المشرفة على تدفّق المساعدات، إن فتح معبر رفح سيجري تنسيقه مع مصر تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي على غرار الآلية المطبقة في كانون الثاني/يناير 2025.
وكان من المقرّر فتح المعبر في كلا الاتجاهين بموجب خطّة ترامب المكونة من 20 نقطة، والتي أوقفت إلى حد كبير الحرب المستمرّة منذ عامين بين إسرائيل و"حماس".
وأفادت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي بأن "استعدادات فتح معبر رفح أمام الراغبين في مغادرة غزة مستمرّة".
ورأى مصدر رسمي إسرائيلي أنّه "إذا لم ترغب مصر في استيعاب الفلسطينيين من غزة فهذه مشكلتها"، مضيفاً: "فتحنا المعابر أمام سكّان غزة الراغبين في مغادرة القطاع".
من جهّتها، اعتبرت حركة "فتح" أن "التصريحات الإسرائيلية بشأن معبر رفح تعكس التنصّل من تنفيذ التزاماتها، مؤكّدة رفضها القاطع لفتحه في اتجاه واحد.
ولفتت إلى أن "قرار مجلس الأمن يؤكّد فتح معبر رفح من الاتجاهين ويجب الالتزام بذلك".
واعتبرت أن "التهجير القسري من غزة مرفوض وطنياً ودولياً".
وختمت: "نحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي إجراءات تكرّس سياسة التهجير".
بانتظار العلاج...
كان معبر رفح قبل الحرب نقطة الخروج المباشر الوحيدة لمعظم الفلسطينيين في غزة للوصول إلى العالم الخارجي، وكان نقطة دخول رئيسية للمساعدات إلى القطاع. وظلّ مغلقاً في أغلب فترة الصراع.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 16500 مريض في غزة بحاجة إلى رعاية طبية خارج القطاع. لكن بعض سكّان غزة تمكّنوا من المغادرة عن طريق إسرائيل لتلقّي العلاج الطبيّ في الخارج.
وأبقت إسرائيل معبر رفح مغلقاً في كلا الاتجاهين منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الأول/أكتوبر، قائلة إن على "حماس" الالتزام بالاتفاق لإعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون في غزة، الأحياء منهم والقتلى.
وكان تسليم جميع الرهائن من المبادئ الأساسية للمرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
لكن عقبات كبيرة تواجه المرحلة المقبلة، بما في ذلك مسألة نزع سلاح "حماس"، وانسحاب إسرائيل من غزة، وحكم القطاع، والترتيبات الأمنية الدولية.
نبض