المشرق-العربي 07-03-2025 | 09:02

بعد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية وفلول الأسد... حظر تجوال في ‏اللاذقية وطرطوس

أعلنت محافظة طرطوس أنه "نظراً للضرورات الأمنية والعسكرية ‏وحفاظاً على أرواح المواطنين يمدّد حظر التجوال في المدينة حتى يوم ‏غد السبت الساعة 10 صباحاً".‏
بعد اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية وفلول الأسد... حظر تجوال في ‏اللاذقية وطرطوس
عناصر أمنية تابعة للإدارة العسكرية الجديدة في سوريا (أ ف ب)‏
Smaller Bigger

شهدت مدينتا اللاذقية وطرطوس تحركات عسكرية مكثفة، مع انتشار أرتال تابعة ‏لقوات وزارتي الدفاع والداخلية في مختلف أرجاء المدينتين، ضمن حملة أمنية ‏واسعة لملاحقة مسلحين من جيش النظام البائد، وسط إجراءات أمنية مشددة، وفقا ‏للمرصد السوري لحقوق الانسان.‏

 

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في ساعة مبكرة من صباح ‏اليوم الجمعة، أنّه تقرّر فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية ‏وطرطوس بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلين مرتبطين بالرئيس ‏السوري المخلوع بشار الأسد والقوات الحكومية.‏

 

تمديد حظر التجول
وأعلنت محافظة طرطوس أنه "نظراً للضرورات الأمنية والعسكرية ‏وحفاظاً على أرواح المواطنين يمدّد حظر التجوال في المدينة حتى يوم ‏غد السبت الساعة 10 صباحاً".‏

 

وأضافت أن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى ‏والبلدات والجبال المحيطة.‏

 

 

اعدام علويين

أفاد المرصد السوري عن إقدام "عناصر من قوات الأمن على إعدام 69 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية"، وفق مقاطع فيديو تحقق من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.

وكان المرصد أحصى في حصيلة أولى إعدام 52 شخصا.

وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، إنه "بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية".

وتابع: "نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري، من دون شرح ماهية الانتهاكات.

وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى "ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين"، مضيفا: "ما زلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء".

ونشر ناشطون والمرصد السوري مقاطع فيديو تظهر عشرات الجثث بثياب مدنية مكدسة قرب بعضها البعض في باحة أمام منزل، وقرب عدد منها بقع من الدماء، بينما كانت نسوة تولولن في المكان.

وفي مقطع آخر، يظهر عناصر بلباس عسكري وهم يأمرون ثلاثة أشخاص بالزحف على الأرض، واحدا تلو الآخر، قبل أن يطلقوا الرصاص عليهم من رشاشاتهم من مسافة قريبة. ويظهر في مقطع ثالث مقاتل بلباس عسكري وهو يطلق الرصاص تباعا من مسافة قريبة على شاب بثياب مدنية في مدخل مبنى قبل أن يريده قتيلا.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقق من مقاطع الفيديو.

والى جانب القتلى الـ69، أوقعت الاشتباكات في اللاذقية منذ الخميس 78 قتيلا، بينهم 37 عنصرا من قوات الأمن و34 من المسلحين الموالين للأسد، إضافة الى سبعة مدنيين، وفق المرصد.

إقرأ أيضاً -  تظاهرات مؤيّدة... المرصد السوري: أكثر من 70 قتيلاً بالعملية الأمنية في ريف اللاذقية

‏ ‏سقوط  أكثر من 70 قتيلاً

وأفاد "المرصد" عبر منصة "إكس" بسقوط "أكثر من 70 قتيلاً ‏وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل ‏السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من ‏جيش النظام البائد".‏

 

في وقت سابق، ذكر "المرصد السوري" أن "العملية الأمنية تتواصل ‏في مناطق واسعة في ريف اللاذقية وقرى الساحل السوري، ‏بالتوازي مع هجمات وكمائن للمسلّحين الذين كان بعضهم في صفوف ‏النظام السابق، ضد القوى الأمنية والعسكرية والحواجز والمقرات في ‏الساحل السوري".‏

 

ولفت إلى أن "عدد الشهداء والقتلى من قوى الأمن والقوات العسكرية ‏والمسلّحين المحليين المتمرّدين في ريف اللاذقية، خلال الساعات ‏القليلة الماضية، 44 شخصاً هم: 24 من المسلّحين المتمرّدين، و20 ‏عنصراً من القوى الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق إضافة ‏إلى مقتل 4 مدنيين، 3 منهم في الاشتباكات في قرية دوير بعبدة ‏في ريف جبلة. وبذلك، يرتفع العدد إلى 48 شخصاً، ومعلومات عن ‏قتلى آخرين ومفقودين، وأسرى من الطرفين، وسط معلومات عن ‏عمليات تصفية وإعدام ميداني للأسرى".‏

 

وذكر المرصد أن "المسلّحين سيطروا على مناطق عسكرية لاسيما ‏مطار اسطامو والقرداحة، وتحصّنوا في مناطق وعرة في جبال ‏اللاذقية التي اتّخذوها منطلقاً لعملياتهم ضد قوات دمشق.‏

 

المرصد:  المعضلة في الأرياف
وقال مدير المرصد السوري  رامي عبد الرحمن: "مدينة طرطوس تخضع ‏للسيطرة الكاملة من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، ومدن بانياس وجبلة واللاذقية ‏معظمها تحت السيطرة أيضاً". ‏

وأضاف: "لكن المعضلة ستكون الأرياف التي تشهد وجود مسلحين من أتباع جيش ‏النظام البائد. الاشتباكات مستمرة في كثير من المناطق منذ أكثر من 14 ساعة". ‏

 

 

 

 

في هذا الاطار، دعا المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبد الغني ‏المسلحين إلى "إلقاء السلاح". وقال في تصريح نقلته "سانا": "الآلاف ‏اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصرّ البعض على ‏الهروب والموت دفاعا عن قتلة ومجرمين، الخيار واضح إلقاء ‏السلاح أو مصيركم المحتوم".‏

 

وفرضت إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية "حظر تجول حتى ‏الساعة العاشرة" من صباح الجمعة. كما فرضت السلطات حظر ‏تجول مماثل في مدينتي طرطوس (غرب) وحمص (وسط) التي ‏تضم أحياء يقطنها علويون.‏

 

اعتقال حويجة ‏
وخلال الحملة التي نفذتها في جبلة، أعلنت إدارة الأمن العام، وفق ما ‏نقلت سانا عن مصدر فيها، "اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، ‏رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا" بين 1987 و2002.‏

 

وحويجة المقلّ في ظهوره العلني، متهم وفق المصدر "بمئات ‏الاغتيالات" في عهد الرئيس الأسبق حافظ الأسد، بينها "الإشراف ‏على اغتيال" الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط قبل 48 عاما.‏

 

وجاء التصعيد في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن الخميس ‏خوضها في المنطقة مع مجموعات مسلحة تابعة "لمجرم الحرب ‏سهيل الحسن"، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد ‏والذي كان يلقى تأييدا كبيرا في أوساط الموالين للأسد ويعد من أبرز ‏قادته العسكريين.‏

 

وبدأ التوتر أساساً في بلدة بيت عانا، مسقط رأس الحسن، بعد منع ‏مجموعة من الأهالي بالقوة قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة ‏تجارة السلاح، وفق المرصد السوري.‏

 


وشنّت قوات الأمن إثر ذلك حملة أمنية في المنطقة، تخللتها اشتباكات ‏مع مسلحين بعد تعرض عناصرها لـ"كمين مسلح" ‏نصبته "مجموعات من فلول ميليشيات الأسد"، ما أسفر عن مقتل ‏اثنين منهم، وفق ما نقل الإعلام الرسمي عن مصادر أمنية.‏

 

وتحدث المرصد لاحقا عن "ضربات شنتها مروحيات سورية على ‏المسلحين في بيت عانا وأحراش في محيطها، تزامنت مع قصف ‏مدفعي على قرية مجاورة".‏


ومع شيوع مقتل 16 عنصرا من قوات الأمن، تتحدر غالبيتهم من ‏محافظة إدلب (شمال غرب)، معقل هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي ‏قاد الهجوم الذي أطاح الأسد، تجمع حشد من الشبان وسط مدينة ‏إدلب، وفق "فرانس برس"، دعما للقيادة العسكرية. ودعت ‏مساجد عبر مكبرات الصوت الى "الجهاد" ضد المسلحين في الساحل ‏السوري.‏

 

وتجمّعت حشود مماثلة في مدن عدة بينها حماة وحمص (وسط) ‏وحلب (شمال) والقنيطرة (جنوب) ودير الزرو (شرق)، "دعما ‏لقوات الأمن العام في مواجهة فلول ميلشيات الأسد، وبسط الأمن ‏والأمان في جبلة وريفها"، وفق ما أوردت سانا.‏

 

وشهدت مدينة اللاذقية التي تقطنها غالبية علوية، في الأيام الأولى ‏بعد إطاحة الأسد، توترات أمنية كانت قد تراجعت حدتها في الآونة ‏الأخيرة.‏

 

لكن ما زالت تسجل هجمات عند حواجز تابعة للقوى الأمنية من وقت ‏إلى آخر، ينفذها أحيانا مسلحون موالون للأسد أو عناصر سابقون في ‏الجيش السوري، وفق المرصد.‏


ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق في الثامن من ‏كانون الأول/ديسمبر، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد ‏من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق ‏بالوقوف خلفها. وتنفذ السلطات حملات أمنية تقول إنها تستهدف ‏‏"فلول النظام" السابق، تتخللها اعتقالات.‏


العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
النهار تتحقق 10/6/2025 11:04:00 AM
ابتسامات عريضة أضاءت القسمات. فيديو للشيخ أحمد الأسير والمغني فضل شاكر انتشر في وسائل التواصل خلال الساعات الماضية، وتقصّت "النّهار" صحّته. 
لبنان 10/6/2025 9:32:00 AM
طقس الأيام المقبلة في لبنان