تظاهرات مؤيّدة... المرصد السوري: أكثر من 70 قتيلاً بالعملية الأمنية في ريف اللاذقية

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، مقتل 70 شخصاً على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين "موالين" للرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأفاد المرصد عبر منصة "إكس" بسقوط "أكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".

في وقت سابق، ذكر المرصد السوري أن "العملية الأمنية تتواصل في مناطق واسعة في ريف اللاذقية وقرى الساحل السوري، بالتوازي مع هجمات وكمائن للمسلّحين الذين كان بعضهم في صفوف النظام السابق، ضد القوى الأمنية والعسكرية والحواجز والمقرات في الساحل السوري".

ولفت إلى أن "عدد الشهداء والقتلى من قوى الأمن والقوات العسكرية والمسلّحين المحليين المتمرّدين في ريف اللاذقية، خلال الساعات القليلة الماضية، 44 شخصاً هم: 24 من المسلّحين المتمرّدين، و20 عنصراً من القوى الأمنية والعسكرية التابعة لحكومة دمشق إضافة إلى استشهاد 4 مدنيين، 3 منهم في الاشتباكات في قرية دوير بعبدة في ريف جبلة. وبذلك، يرتفع العدد إلى 48 شخصاً، ومعلومات عن قتلى آخرين ومفقودين، وأسرى من الطرفين، وسط معلومات عن عمليات تصفية وإعدام ميداني للأسرى".

وذكر المرصد أن "المسلّحين سيطروا على مناطق عسكرية لاسيما مطار اسطامو والقرداحة، وتحصّنوا في مناطق وعرة في جبال اللاذقية التي اتّخذوها منطلقاً لعملياتهم ضد قوات دمشق. ويتحصن هؤلاء في الأبنية لاسيما في مدينة جبلة التي تشهد حرب شوارع".

إقرأ أيضاً: كمائن وقصف وقتلى... ماذا يجري في الساحل السوريّ؟

وأردف: "على صعيد متّصل، تواصل وزارتي الدفاع والأمن الداخلي إرسال التعزيزات من قطاعات إدلب وحلب وحماة، إلى ريف اللاذقية لمؤازرة القوات هناك. ومع تصاعد الأحداث وانتشارها في عموم سورية، أعلنت إدارة الأمن العام عن حظر للتجوال في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص ينتهي خلال 24 ساعة".

لاحقاً، قال مصدر بوزارة الدفاع لـ"وكالة الأنباء السورية" (سانا): "بدأنا عمليات تمشيط واسعة بريفي اللاذقية الشمالي والشرقي وأوتستراد M4 باتجاه مدينة جبلة".

وخرجت تظاهرات حاشدة في مدن سورية عدّة تأييداً للعملية الأمنية التي تخوضها القوّات الأمنية وعناصر وزارة الدفاع السورية في الساحل السوري. وتظاهر المئات من المواطنين في مدينة إدلب واللاذقية وطرطوس وبانياس وحمص ودرعا ومناطق متفرّقة.

تجمع شعبي في ساحة الأمويين بدمشق دعما لعمليات وزارة الدفاع والأمن العام ضد فلول ميليشيات الأسد بمنطقة جبلة وريفها، وتأكيدا على وحدة الشعب السوري.#سانا pic.twitter.com/SdIjU0Blhh

— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) March 6, 2025

وخرجت تظاهرات في طرطوس وحي الدعتور، تلبية لدعوة المجلس العلوي بالنزول للشوارع، لإيقاف العملية الأمنية ضد أبناء مدينة جبلة وريفها.

واستعادت القوّات العسكرية السيطرة على غالبية الحواجز في جبلة وانتشرت في محيط المدينة، فيما سلّمت مجموعة تضم العشرات من القوى الأمنية نفسها للقاعدة الروسية في حميميم، بعد محاصرتهم عند جسر حميميم لساعات.

"حماية الأرواح"

بدورها، قالت قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية في محافظتي اللاذقية وطرطوس لـ"وكالة الأنباء السورية" (سانا): "وجهنا إلى كافة الوحدات العسكرية والأمنية بالالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المقررة، حفاظاً على المدنيين ومواجهة أي محاولة لاستهداف الأمن الوطني بحزم".

وحثت "جميع المدنيين على الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن، التي تعمل وفق خطط مدروسة لحسم الموقف وحماية الأرواح"، معرباً عن تفهمه "لمشاعر الغضب الشعبي نتيجة الهجمات الإجرامية التي استهدفت أمن الوطن واستقراره، ونثني على الروح الوطنية العالية لأبناء شعبنا ودعمهم الدائم لقوى الأمن".

وأشارت القيادة إلى أنه "في ظل العمليات الجارية لاستعادة الأمن والاستقرار، تؤكد الدولة على ضرورة ضبط النفس والالتزام بالقيم الأخلاقية والمبادئ الوطنية، مع الحرص على حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة من دون تجاوزات".

وتابعت: "نحن اليوم على أعتاب مرحلة حاسمة تتطلب وعياً وانضباطاً لا يقبلان المساومة؛ فلن يُسمح لأي جهة أو فرد بالتصرف خارج إطار الدولة والقانون، ستبقى سوريا قوية وموحدة بفضل إرادة شعبها ومؤسساتها بإذن الله"، مشددةً على أن "هذه العمليات تهدف إلى فرض الأمن والاستقرار ضمن إطار القانون، بعيداً عن الثأر أو الانتقام، وتناشد المواطنين عدم التدخل وترك الأمر للقوات المختصة، مع رفض أي خطاب تحريضي أو تقسيمي".