شربل أبو خطار لـ"النهار": الرياضة دواء ومفتاح النجاح الدراسي

مع دق جرس العودة إلى المدرسة، تعود الحقائب الملوّنة والدفاتر المصفوفة لتملأ قاعات الصفوف من جديد. لكن إلى جانب الحصص والامتحانات، هناك جانب آخر لا يقلّ أهمية في حياة التلميذ: الحركة. فالجسم الصغير يحتاج، تماماً كالعقل، إلى تدريب وتمرين ليبقى نشيطاً وصحياً.
في هذا السياق، كان لـ"النهار" لقاء مع مدرّب اللياقة البدنية شربل أبو خطار الذي تحدّث عن دور الرياضة في حياة التلامذة منذ عمر مبكر، وعن كيفيّة إدماج النشاط البدني في الروتين اليومي للمدرسة والمنزل، ليكبر الطالب بلياقة ذهنية وجسدية متوازنة.
استذكر أبو خطار بدايةً أيامه في المدرسة: "عند ذكر عبارة "Back to school" أتخيّل ولداً يحمل حقيبة الظهر، وزنها ثقيل، وأكتافه مُنحنية. هذه أوّل صورة تأتي إلى ذاكرتي".
وأضاف: "أنا كنت أحب الرياضة منذ الصغر وتحديداً كرة القدم. عندما تخصّصت في مجال الرياضة أدركت الأخطاء التي كنا نقع بها أيام المدرسة".
وحسب أبو خطار، نادراً ما يلجأ أي شخص من تلقاء نفسه إلى الرياضة، وصرّح في هذا الصدد: "من يصبح بحاجة إلى الرياضة يلجأ إليها ويخلق وقتاً لها، أو عندما يوصلها مع أحلامه. عندها تزول الحجج وتبدأ الحلول بالظهور".
أما من ناحية التلامذة الصغار، فنصح أبو خطار بأن "يُسأل من قبل الأهل أو الأساتذة: ما هو حلمك في المستقبل؟ الولد الذي يكون حلمه أن يصبح لاعب كرة قدم مثلاً تُصبح الأمور أسهل لتوجيهه رياضياً من أجل تحقيق أحلامه. فلاعب كرة القدم الناجح يجب أن يمارس الرياضة بانتظام. وإذا كان حلم التلميذ بأن يصبح مهندساً مثلاً، فالمهندس الناجح يجب أن يكون لائقاً بدنياً من أجل قبوله في الشركات... أي شخص يجب أن يخصص وقتاً قصيراً للرياضة".
ورفض أبو خطار فكرة الضغط على التلامذة من أجل ممارسة الرياضة، لافتاً إلى أنّ "من يريد أن يبدأ بممارسة الرياضة حديثاً، يجب أن تكون مدة التمارين قصيرة وسهلة، أي نحو دقيقة أو دقيقتين ليس أكثر، يجب ألا يُجبر على أن يقوم فوراً بأمور صعبة، فالعقل سيرفض الأمر تلقائياً".
وتابع: "التلامذة الذين يكرهون الرياضة لأنهم يُجبرون على القيام بحركات ليست لمستواهم. بعض الأشخاص لديهم ضعف بدني أو مشكلة في قامتهم ويضطرون إلى خوض تمارين صعبة عليهم، وهذا خطأ. كل مرحلة لها التمارين الخاصة بها، ويجب ألا نستبق الأمور".
وأردف أبو خطار: "عندما يُعطى التلميذ تمارين مناسبة له سيشعر بالراحة ويطوّر من نفسه شيئاً فشيئاً".
وحذّر أبو خطار من "جائحة" حالياً لدى التلامذة تتمثل بـ" مشاكل القامة والرقبة بسبب حمل الأجهزة منذ الصغر، وهذه تؤثر سلباً على التركيز. الولد الذي لديه مشاكل في الرقبة مثلاً، تتقلّص الدورة الدموية في رأسه ويتراجع تركيزه تلقائياً".
ونوّه إلى أنّ "الدراسة تتأثر بسبب القامة وصحة الجسم. عندما يلجأ الطالب إلى الرياضة مع أخصائيين، تطوّره بالمدرسة سيتحسّن بكل تأكيد. هما مرتبطان ببعضهما البعض. المنهج الذكي يركز على الرياضة من أجل تعزيز قدرة الاستيعاب وتحقيق الطالب نتائج أفضل".
ووجّه أبو خطار رسالة إلى الأهل، قائلاً: " إذا كان الولد يحب الرياضة شجعوه واستخدموها كأداة تحفيز له".
وختم حديثه: "الرياضة هي دواء إذا أعطيت في المكان المناسب والطريقة الصحيحة".