كنعان: نريد لبنان قويّاً بجيشه المسلّح وحده وبقضائه المستقل

أكّد رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان "أنّنا نريد لبنان قويّاً بجيشه المسلّح وحده وبقضائه الذي يعطي الحقّ لأصحابه ويمنح العدالة على الأرض لشهداء وضحايا انفجار مرفأ بيروت قبل عدالة السماء، ولبنان القوي بالمؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهوريّة التي تترسّخ هيبتها مع الرئيس جوزف عون".
كلام كنعان جاء خلال إقامته لقاء متنياً بعنوان "على متن التشريع والرقابة والإنماء"، تخلّله عشاء بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وممثّلين لحزب الطاشناق وأعضاء اللجنة المركزية، ورؤساء بلديات وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير وشارك فيه أكثر من 3000 متني، من كل قرى وبلدات المتن الشمالي ساحلاً ووسطاً وجرداً.
وقال في كلمته: "ما من مرّة إلاّ وكنّا بالريادة بكل شي وبكل معركة وبكل مضمار من مخائيل نعيمة إلى يوسف السودا الى موريس الجميل وألبير مخيبر واللائحة تطول... في الندوة النيابية وخارجها، قامات كبيرة أغنت الوطن بعلمها ومواقفها وحضورها. إنّه إرث متني وطني كبير لا يجب أن نفرّط به تحت أي ظرف أو إعتبار أو مصلحة شخصية أو حزبية. أحزاب كثيرة نشأت وانطلقت من المتن، وفي ذلك دليل على روحيّة أبناء هذا القضاء التغييريّة وثقافتهم الواسعة ووطنيتهم المميزة"، ولكننا، نحن في المتن لسنا أزلام أحد ولا حدا يملك قرارنا ولا التزامنا كائناً من كان. وما من أحد أكبر من لبنان ومصلحته وما من أحد أكبر من منطقتنا".
وأضاف: "تجربتي السابقة فخور بها ولم تكن التزاماً إلاّ بقناعة وطنية بمبادئ ونهج سيادي وتغييري وإصلاحي كنت وما زلت وسأبقى رأس حربته في المتن وفي المجلس النيابي، عن جدارة لا جائزة ترضية، وأحد أركانه 173 قانوناً منها الإثراء غير المشروع ورفع السرية المصرفية بمفعول رجعي 30 عاماً إلى الوراء، والكابيتال كونترول الذي قدّمته في حزيران/يونيو 2020 لمنع التحاويل إلى الخارج بعدما فشلت حكومة حسان دياب في إحالته إلى مجلس النواب، وقد أقرّته لجنة المال والموازنة برئاستي في حزيران 2021 إلى التدقيق الجنائي وغيره من القوانين. ومن أركانه أيضاً رقابة برلمانية أنتجت إبراء مستحيلاً كشف الجرائم المالية المرتكبة منذ العام 1993 ودقق بحسابات الدولة اللبنانية كلّها من خلال 54 جلسة مساءلة في مجلس النواب، ودق جرس الإنذار 9 سنوات قبل الانهيار وحوّل الملف على القضاء المالي ولم أغيّر عنه، لا بل وقفت في وجه كل التسويات عليه وجلسات ومحاضر مجلس النواب تشهد بذلك. وأحد أركان هذا النهج أيضاً، مصالحة مسيحية انتجت أول رئيسٍ ميثاقي للجمهورية منذ الطائف، وقانون انتخاب صحّح الشراكة المسيحية الإسلامية بالنظام. وعندما يريد أحد أن يغيّر هذا النهج، يغيّر وحده ونحن نكمل ونستمر".
وتابع: "هذا هو الالتزام الوطني الحرّ الذي كنا وما زلنا عليه. وهو التزام المبادئ لا المقاعد. فحسابات المقاعد لم نقم بها يوماً. ونفينا 15 عاماً وعدنا ودخلنا مجلس النواب ولا نزال على مبادئنا. التزامنا الوطني الحر كنا وما زلنا عليه وهو التزام بقضية وطن وأحلام شعب سرقت واستُبدلت بتسويات سلطوية وبمحاصصة مقاعد لم تفعل شيئاً. وهذه هي السرقة وهنا هي الخيانة لمن يفتّش عن سرقة وخيانة".
وسأل: "ما هي قضيتنا؟ حزب؟ تيار؟ شخص؟ سلطة؟ نفوذ؟ أموال؟ ثروة؟ دكانة نورثها للأولاد؟ إنّها مواصافات المزرعة التي رأينا نتيجتها وسنرى الأسوأ من ذلك في حال الاستمرار على هذا المنوال. قضيتنا وطن نعيش فيه بكرامتنا، وطن لأولادنا وأولاد أولادنا ليبنوا فيه مستقبلهم. وقضيتنا دولة تضمن حقوقناً من خلال قانون للناس لا خططاً حكومية تشطب 100 مليار دولار ودائع وقانون فجوة يجهد البعض لتفصيله على قياس المصالح. ومنعنا شطب الودائع سنمنع اليوم أي محاولة لمنع استردادها. وقد رفضت بدعة المؤهل وغير المؤهل، ورفضت السندات والأسهم في مصارف مفلسة، والمقبول لن يكون إلاّ تحت سقف استرداد الودائع المشروعة، أي القانونية، ومنع المس بها. لم نغيّر وما زلنا على مبادئنا ومواقفنا، فمرّة جديدة لمن يتحدّث عن السرقة والخيانة، هذه هي السرقة وهنا تكون الخيانة".
وقال: "قضيّتنا عمل ليل نهار لترسيخ الإصلاح واستعادة الودائع، التي لا تعود بالتأكيد بحملات إعلانيّة شعبويّة، إنّما بنضال مستمر وعمل تشريعي ورقابي جدّي ومتجانس، لا من خلال دعم حكومات أوقفت الدفع وطيّرت الودائع على سياسات الدعم الفاشلة. قضيتنا سيادة لا تتجزأ واستقلال لا يباع ويوزّع على المحاور، وحرية سقفها القناعة الشخصية لا الالتزام الأعمى بفرمان يسطّره سلطان. والسيادة والاستقلال والحرية يحميها جيش لوطن لا لسلطة أو ميليشيا لحزب أو طائفة، والسلاح معه وحده ولديه واجب الدفاع عن كل لبناني وكل أرض لبنانيّة. قضيتنا إنماء للمتن من دون تمييز وبكرامتنا من دون لا منّة ولا دين لأحد ولي قادر ما يخلينا. قضيتنا دولة حيادها عن المحاور الخارجية لا للتفاوض أو المقايضة، دولة حقوقنا فيها ليست للبيع، وذلك من خلال مجلس نيابي يحمل صوتنا لا صوت المصالح الحزبية والشخصية، دولة، الديموقراطية فيها ليست مسروقة وإرادة شعبها ليست مصادرة والانتخابات فيها فرصة لإنتاج سيدات ورجال دولة ومشرّعين يمثّلون الناس، لا تفقيس مكنات يمثلون مصالح وصفقات غربان المنابر والغرف السوداء".
وأردف: "أما الإنماء فمن: النفايات – معمل الجديدة للفرز لا مطامر الموت وتحية لبلدية الجديدة البوشرية السد ورئيسها أوغست باخوس وكل أعضاء المجلس البلدي والموظّفين وعائلاتهم المناضلة وكل أهالي المنطقة الموجودون معنا الليلة على موقفهم وعملهم في هذا الخصوص ونحن معهم حتى النهاية ومع معمل فرز للنفايات لا مع مطامر الموت،. والإنماء أيضاً للمستشفيات الخاصة والعامة – ضهر الباشق بأحدث المعدّات المتطوّرة بتمويل من البنك الدولي والقطاع الخاص وسقوف المستشفيات الخاصة سقفها الوحيد حاجات المتن وأبنائه، للطرقات الرئيسية والداخلية – مليونان و600 الف دولار لطرقات المتن قبل موازنة 2026 التي سنبدأ بمناقشتها في الأيام المقبلة وفيها حصة إضافية المتن، إلى المستوصفات – في قرى وبلدات المتن، إلى النوادي الرياضية، والمدارس، والجامعات، والمياه والكهرباء، إلى شبكات الصرف الصحي، والأمن، كلّها ملفات للإنجاز لا للبكاء والاستغلال وتاريخنا بيشهد".
وختم: "في الأيام الماضية، ودّعت ابنتي ماريا التي سافرت عند زوجها. وكم من أولادنا على غرار ماريا في كلّ عائلة من عائلاتنا، يضطرون للانتقال من هنا، والابتعاد عن أهلهم وبيتهم ورفاقهم، وهم يفتّشون عن مستقبلهم. لذلك، ليس لدينا أي حلّ آخر، من أجلهم سنستمر، ومن أجلهم سنواصل النضال لوطن يستقبل أولادهم ولا يودّعهم، ويتّسع لأحلامهم وأفكارهم وتطلّعاتهم ولا يسرقها. عاش المتن، عاش المتنيّون، وعاش لبنان".
وتخلّل الاحتفال عرض لوثائقي عن كنعان يجسّد مواقفه وخطواته السياسية والتشريعية والرقابية والإنمائية، وكانت فقرة فنّية مع الكوميديين شادي مارون وغابي حويك، وفقرة أغان وطنية مع غريس مدور.