القصف متواصل على غزة... ورهينة إسرائيلي يظهر بفيديو: نحن في خوف دائم

نشرت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، عبر قناتها في تلغرام اليوم الأربعاء، مقطع فيديو لمحتجز إسرائيلي عرّفت عليه وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه عمري ميران وهو على قيد الحياة.
ويظهر في المقطع الذي تبلغ مدته نحو ثلاث دقائق، المحتجز وهو يتحدث إلى الكاميرا ويسير عبر نفق.
وقال الأسير الإسرائيلي عمري ميران: "أطلب من كل الأسرى الذين خرجوا من هنا أن يشاركوا في المظاهرات ويتحدثوا في الإعلام".
تابع: "الوضع هنا صعب ومحرومون من السعادة منذ عام ونصف. نحن في خوف دائم من القصف ومؤيدو نتنياهو لا يهتمون بنا بل يفضلون موتنا".
أضاف: "يجب الوصول إلى صفقة تبادل حتى لا نعود في توابيت. لا تصدقوا نتنياهو فالضغط العسكري يتسبب فقط في قتلنا".
وفي وقت سابق اليوم، حضّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة حماس على تسليم الرهائن الإسرائيليين "لسد الذرائع" أمام إسرائيل التي تواصل قصفها على غزة فيما أعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 25 شخصا جثث بعضهم "متفحمة" في غارات إسرائيلية.
وتمنع إسرائيل منذ الثاني من آذار/مارس الماضي دخول المساعدات الإنسانية بالكامل إلى قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق.
وحضت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إسرائيل على رفع حصارها والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
وقال عباس في افتتاح جلسة المجلس المركزي الفلسطيني في مدينة رام الله: "كل يوم هناك قتلى، لماذا؟ لماذا؟ لا يريدون تسليم الرهينة الأميركي، يا أبناء الكلب سلموا من عندكم وانتهوا من هذا الأمر".
وأضاف: "حماس وفرت للاحتلال المجرم ذرائع لتنفيذ جرائمه في قطاع غزة، وأبرزها حجز الرهائن، أنا الذي أدفع الثمن وشعبنا، ليس إسرائيل"، مناشدا الحركة "سلموهم" متحدثا عن الرهائن.
من جهتها، قالت حركة حماس على لسان القيادي باسم نعيم إن عباس "يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر".
ولطالما شهدت العلاقات بين حركة فتح برئاسة عباس وحركة حماس توترا في ظل وجود انقسامات سياسية عميقة.
ويتّهم عباس حركة حماس بتقويض الوحدة الفلسطينية، بينما انتقدت حماس عباس واتهمته بالتعاون مع إسرائيل وقمع المعارضة في الضفة الغربية المحتلة.
وفي قطاع غزة، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: "نقل 11 شهيدا و17 مصابا ومنهم عدد من الاطفال والنساء في قصف جوي إسرائيلي استهدف مبني مدرسة يافا في حي التفاح بمدينة غزة، والتي تؤوي النازحين".
وأضاف بصل: "أدى القصف إلى حريق هائل في المبنى حيث تم انتشال عدد من الجثامين متفحمة".
وأشار الدفاع المدني إلى مقتل ستة أشخاص بعدما "تعرّضت منازل للقصف والتدمير الإسرائيلي في حي التفاح (شمال شرق مدينة غزة)".
وقال بصل إنّ ضربة إسرائيلية على منزل في جباليا (شمال القطاع) أدّت إلى مقتل طفل، بينما أدّت ضربة أخرى على منزل في خان يونس إلى مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح.
وأضاف: "تلقينا نداءات استغاثة بوجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة في قطاع غزة، ولا توجد لدينا أدوات ولا معدّات للإنقاذ وانتشال الشهداء".
وفي بيان لاحق، قال الدفاع المدني إن طواقمه نقلت قتيلا و5 إصابات جراء "قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس".
وأدى قصف على منزل في منطقة الشجاعية إلى مقتل ثلاثة، بالإضافة إلى مقتل شخص في بيت حانون وآخر في منطقة السودانية في شمال قطاع غزة.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على ذلك حتى الآن.
وفي مستشفى الشفاء، رصد صحافي في "فرانس برس" جثثا ملفوفة بأكفان بيضاء بينما كانت الطواقم الطبية تعمل على تقديم العلاج للمصابين.
وقال المواطن وليد النجار الذي يسكن خان يونس: "لا نريد شيئا سوى وقف الحرب ونريد حياة مثل بقية الدول" مضيفا: "نحن شعب مدمر... طوال عمرنا في حروب، نريد الراحة".
قصف المعدات الثقيلة
استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة في 18 آذار/مارس المنصرم، بعد هدنة استمرت شهرين وانهار الاتفاق عقب خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية.
ومن بين الأهداف التي ضربتها إسرائيل أخيرا كانت المعدات الثقيلة المستخدمة في رفع الأنقاض وانتشال القتلى.
الثلاثاء، اعترف الجيش الإسرائيلي بأنّه دمّر حوالى "40 مركبة هندسية استخدمتها حماس لأغراض إرهابية، منها ما استخدم في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر".
ووصف المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل قصف المعدات بأنه "خطير جدا".
ومنذ استئناف إسرائيل غاراتها، قتل 1928 شخصا وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع.
وبعد نحو 15 شهرا على اندلاع الحرب في قطاع غزة، بدأ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي تطبيق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل والحركة الفلسطينية تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية وقطرية ومصرية.
وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وخطف خلال الهجوم 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 منهم قتلوا.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للقتلى في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب إلى 51305 قتلى على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
عباس يشتم حماس ويطالبها بتسليم سلاحها (فيديو)
دعوات إلى رفع الحصار
واليوم، طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل بـ"إنهاء" الحظر التي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من "خطر المجاعة و(انتشار) أمراض وبائية والموت".
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك: "يجب أن ينتهي ذلك".
وأضاف البيان "ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين".
الأسبوع الماضي، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، إن نحو 500 ألف فلسطيني في قطاع غزة الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، نزحوا منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وحذرت الأمم المتحدة من توقف عمل المطابخ المجتمعية (التكايا) التي توفر الطعام للنازحين بسبب نفاد المواد.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الثلاثاء إنه و"بسبب نقص غاز الطهو، تلجأ العائلات إلى حرق البلاستيك لتطهو وجباتها".
وأضافت "هناك كميات محدودة من الوقود متوافرة في رفح وشمال غزة، لكنها غير قابلة للنقل بسبب أوامر الإخلاء والمناطق المحظورة التي حددها الجيش".
من جهته، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر على 30 في المئة من غزة.