حقيقة ضحكة رئيس الحكومة اللبنانية ووزير الخارجية السوري... النهار تدقق FactCheck

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ووزير الخارجية السوري اسعد الشيباني ضاحكين"، خلال لقائهما في السرايا الحكومية، أمس الجمعة.
الا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: هذه الصورة زائفة. وقد استُخدمت في عملية التزييف صورة أصلية نشرها رئيس قسم التصوير الفوتوغرافي في جريدة "النهار" نبيل اسماعيل، امس الجمعة. وبدا فيها سلام والشيباني بتعابير جدية على وجهيهما. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ساعات، شقّت الصورة طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، حاصدة آلافاً عدة من المشاهدات. سلام والشيباني وقفا معاً، بينما علت وجهيهما ضحكة. وتنوعت التعليقات على الصورة.
حقيقة الصورة
ولكن هذه الصورة زائفة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث العكسي يوصلنا الى رئيس قسم التصوير الفوتوغرافي في جريدة "النهار" نبيل اسماعيل، الذي نشرها مع مجموعة أخرى من الصور في صفحته في الفايسبوك، الجمعة 10 تشرين الاول 2025. وكتب معها: "استقبل ظهر اليوم (الجمعة) في السرايا الحكومية، الرئيس القاضي نواف سلام وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني على رأس وفد ضم وزير العدل مظهر اللويس، رئيس جهاز الاستخبارات السورية حسن السلامة، مساعد وزير الداخلية اللواء عبدالقادر طحان، ووفدا سياسيا...".
وكما تشاهدون في هذه الصورة الاصلية، كانت تعابير سلام والشيباني جدية، بخلاف ما بدوا عليه في الصورة المتناقلة. وهذا يعني ان هذه الصورة خضعت لتلاعب رقمي، لاضافة ضحكة الى وجه الرجلين في شكل زائف ومضلل.
وأجرينا لكم مقارنة بين الصورتين، الاصلية (ادناه الى اليمين)، والزائفة (الى اليسار). واشرنا بالاحمر الى التلاعب الذي حصل، وبالاصفر الى القواسم.
ملاحظة: الضحكة التي أضيفت إلى وجه سلام لم تكن ضحكته العادية، واختلفت قليلاً تفاصيل وجهه واسنانه في الصورة الزائفة عما تبدو عليه في صور حقيقية أرشفها نبيل اسماعيل في صفحته في الفايسبوك، في 9 ايلول 2025. ويظهر فيها سلام ضاحكاً خلال مغادرته مقر عين التينة، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري يومذاك.
وتأكيدا لذلك، أجرينا لكم مقارنة بين صورة اصلية لسلام ضاحكا (ادناه الى اليسار)، والصورة الزائفة المتناقلة (الى اليمين).
علاقات سليمة ومتوازنة
وجاء تداول الصورة الزائفة في وقت استقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أمس الجمعة، وزير الخارجية السوري أسعد الشبياني، في زيارة هي الأولى لمسؤول رسمي سوري للبنان بعد سقوط حكم الرئيس بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024، ووصفها الشيباني بأنها "تاريخية".
وأكّد سلام خلال اللقاء أنّ لبنان حريص على بناء علاقات سليمة ومتوازنة بسوريا، على قاعدة التعاون بين دولتين مستقلتين تربطهما الجغرافيا والتاريخ، مشدّداً على أن الانفتاح والحوار الصادق هما الطريق الوحيد لترسيخ الاستقرار في البلدين والمنطقة.
وقال الشيباني لصحافيين بعد لقائه سلام: "لقد فتحنا اليوم صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك".
وأعلن أن "من أبرز هذه القضايا ما يتعلق بإعادة تسريع قضية الموقوفين السوريين في سجن رومية"، مشيرا الى أنه "احدثنا تقدما كبيرا جدا في هذا الملف وخلال الفترة المقبلة ستكون هناك نتائج ملموسة".
لبنان وسوريا يؤكدان فتح صفحة جديدة في علاقاتهما خلال زيارة الشيباني لبيروت
وشملت أيضا لقاءات الشيباني رئيس الجمهورية اللبنانية جوزف عون، ووزير الخارجية اللبنانية يوسف رجي.
وقد غادر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى باريس، أمس الجمعة، في زيارة خاصة.
بعد تصريح برّي... سلام يستغرب ويردّ
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان "رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام ووزير الخارجية السوري اسعد الشيباني بدوا ضاحكين" كما يشاهد في الصورة المتناقلة، وذلك خلال لقائهما في السرايا الحكومية، أمس الجمعة. في الحقيقة، هذه الصورة زائفة. وقد استُخدمت في عملية التزييف صورة أصلية نشرها رئيس قسم التصوير الفوتوغرافي في جريدة "النهار" نبيل اسماعيل، امس الجمعة. وبدا فيها سلام والشيباني بتعابير جدية على وجهيهما.