مصر أسقطت أخيراً جسماً غريباً في جنوب سيناء؟ النهار تتحقق FactCheck

انتشر موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك تقرير إخباري يزعم أن "الدفاعات الجوية المصرية أسقطت جسما غريبا في سماء جنوب سيناء" أخيرا. الا أنّ هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

يظهر الفيديو مذيعة أخبار على إحدى الفضائيات المصرية، قائلة إن الدفاعات الجوية المصرية أسقطت جسما غريبا في جنوب سيناء قبالة سواحل مدينة دهب. ونشرته أخيراً حسابات، وحصد آلاف المشاهدات ومئات التعليقات. 

لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك)

حقيقة الفيديو

ولكن البحث العكسي قاد إلى أن هذا المقطع اقتطع من متابعة إخبارية لقناة "إكسترا نيوز" الفضائية المصرية (مقربة من الحكومة)، نشرتها القناة على حسابها الرسمي في يوتيوب في 16 كانون الأول/ديسمبر 2023، بعنوان: "تغطية خاصة- متابعة تطورات الأوضاع بقطاع غزة والجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية مع حور محمد".

ويظهر المقطع المتداول ابتداء من الدقيقة 13:40 في الفيديو أدناه. وتظهر فيه المذيعة وهي تقرأ خبرا عاجلا جاء فيه: "القاهرة الإخبارية- الدفاعات الجوية المصرية رصدت جسما غريبا طائرا قبالة سواحل مدينة دهب (جنوب سيناء) وتعاملت معه على الفور وأسقطته".

لقطة من المقطع الاصلي المنشور في حساب اكسترا نيوز في 16 كانون الاول 2023

حينها، تداولت مواقع اخبارية مصرية هذا الخبر. ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" (حكومية) عن مصادر مصرية إن فرق التحقيق المصرية انتقلت إلى موقع إسقاط الجسم الطائر.

وكشف شهود عيان للقناة سقوط جسم طائر قبالة المياه الإقليمية المصرية، على بعد حوالي 1.5 كيلومتراً قبالة سواحل مدينة دهب السياحية، التي تتبع محافظة جنوب سيناء المصرية.

تأهب مصري
وجاء تداول التقرير الاخباري في وقت ترسّخت قناعة لدى مراقبين ومحللين المصريين تحدثوا لـ"النهار"، مفادها أنه في ظل وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسياسته المتغطرسة الآخذة في التضخم، فإن اشتعال صدام مسلح بين مصر وإسرائيل بات احتمالاً وارداً بقوة، وربما مسألة وقت لا أكثر.

وتبلورت تلك القناعة مع الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطر، التي تُعَد وسيطاً فاعلاً بجانب مصر والولايات المتحدة في جهود الوساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتحرير الرهائن الإسرائيليين.

وما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته امام القمة العربية والإسلامية الاستثنائية في الدوحة الاثنين، ووصفه لإسرائيل بـ"العدو"، يعد تطوراً لافتاً يعزز تلك القناعة، باعتباره تعبيراً عن موقف رسمي غير مسبوق.

فهذه هي المرة الأولى منذ زيارة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات للكنيست الإسرائيلي عام 1977، التي تصف فيها القيادة السياسية المصرية إسرائيل بـ"العدو" علناً.

وقال السيسي في ختام كلمته: "يجب أن تغير مواقفنا من نظرة العدو نحونا، ليرى أن أي دولة عربية، مساحتها ممتدة من المحيط إلى الخليج، ومظلتها متسعة لكل الدول الإسلامية والدول المحبة للسلام".

وأفادت تقارير حديثة بأن القاهرة نشرت أنظمة دفاع جوي من طراز HQ-9B صينية الصنع في شبه جزيرة سيناء. وكانت مصر أكدت في حزيران/يونيو الماضي طلب تلك الأنظمة الطويلة المدى من بيجينغ.

ودفعت مصر بأعداد كبيرة من القوات والعتاد العسكري إلى سيناء، في تطور لم تشهده المنطقة منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل برعاية أميركية عام 1979.


الخلاصة: التقرير الاخباري المتناقل قديم، اذ يعود إلى 16 كانون الأول/ديسمبر 2023. ولا علاقة له بالتطورات العسكرية في قطاع غزة.