رئيس الوزراء العراقي سحب 10 تريليونات دينار بلا سند قانوني؟ النهار تتحقق FactCheck
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً يزعم أنَّ وزيرة المالية العراقية طيف سامي صرّحت بأنَّ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني سحب مبلغ 10 تريليونات دينار عراقي من الموازنة بدون سند قانوني، ولا تعلم أين ذهب بها. إلّا أنَّ هذا الخبر خاطئ، ولم تدل سامي بكلام مماثل، وصورة الخبر معدلة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
في الادّعاء المتداول، قالب إخباري لقناة "العراقية الإخبارية" الرسمية تضمّن صورة لوزيرة المالية العراقية طيف سامي، مع خبر (من دون تدخّل): "وزير المالية السوداني سحب من الموازنة 10 تريليونات بدون سند قانوني ولا نعرف اين ذهب بها".

وقد تحقّقت "النّهار" من الادّعاء، واتّضح أنَّه غير صحيح:
1- لم تدلِ وزيرة المالية العراقية طيف سامي بتصريح مماثل في أي وسيلة إعلامية رسمية أو غير رسمية. كذلك، لم تصدر وزارة المالية أو مجلس النواب أو البنك المركزي العراقي بيانا بشأن هذا التصريح.
2- بمراجعة حسابات قناة "العراقية الإخبارية" على مواقع التواصل الاجتماعي، اتّضح أنَّها لم تنشر الخبر والصورة المتناقلين. وتبيّن بعد البحث العكسي أنَّ القالب الاخباري معدّل، وقد نشرت القناة القالب الأصلي في 2 مايو/أيار الماضي، وجاء فيه: "وزيرة المالية طيف سامي تقدم التهاني لشبكة الإعلام العراقي بذكرى تأسيس تلفزيون العراق".

3- بالإضافة إلى كل هذا، نشرت قناة "العراقية" الإخبارية توضيحاً، اليوم الخميس، جاء فيه: "انتبه، منشور زائف. تداولت بعض المنصات تصريحاً لـوزيرة المالية بعنوان ’وزيرة المالية: السوداني سحب من الموازنة 10 تريليونات بدون سند قانوني، ولا نعرف اين ذهب بها‘. والخبر مارٍ عن الصحة".

ورقة الضغط الاقتصادية في العراق
في الفترة الأخيرة، أصبح الواقع المالي في العراق بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتضخيم الأخبار المضلّلة، وأيضاً وسيلة ضغط سياسية، كما حصل في قطع رواتب موظفي إقليم كردستان.
وتستغل بعض الأطراف التذبذب في سعر الصرف، وأزمات السيولة، وتراجع بعض المؤشرات الاقتصادية، كأدوات لتهييج الرأي العام أو توجيهه، خصوصاً مع استعداد العراق لإجراء الانتخابات النيابية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وبهذا، يتحوّل الملف الاقتصادي من كونه مجالاً فنياً وإدارياً إلى ورقة ضغط سياسي تُستخدم للتأثير على قرارات الدولة وإعادة تشكيل المزاج الشعبي، الأمر الذي يخلق بيئة معقّدة يصعب فيها على المواطن التمييز بين الواقع والحملات الموجهة.
وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بالأخبار المضلّلة المرتبطة بالجانب المالي. وعملت "النّهار" على كشف حقيقة العديد منها، مثل شائعات شمول لبنانيين برواتب الرعاية الاجتماعية في العراق، واقتراض المالية العراقية 19 تريليون دينار من رجل الدين عمار الحكيم، ومزاعم سرقة 29 تريليون دينار من الموازنة، وكلّها كانت غير صحيحة.
نبض