المراهقون في عصر الرفيق الرقمي
تشهد منصّات "الرفقاء الرقميين" تحوّلاً ملحوظاً بعد إعلان إحدى أكبر الشركات منع المستخدمين دون الـ 18 عاماً من إجراء محادثات مفتوحة مع شخصياتها الذكية. ويُعدّ هذا القرار علامة على مراجعة واسعة لكيفية تأثير الرفقة الاصطناعية في حياة الشباب، خاصة مع انتشار استخدامها بين المراهقين.
تقوم هذه التطبيقات على محاكاة علاقة تشبه الصداقة، حيث تتذكّر التفاصيل الشخصية، وتقدّم دعماً عاطفياً مستمرّاً، ما يجعلها مغرية للمراهقين الذين يمرّون بمرحلة تتميّز بحدّة المشاعر وقابلية التأثر. لكنها بنظر الخبراء تجربة اجتماعية غير محميّة، إذ تشير أبحاث عام 2025 إلى أن المراهقين أكثر عرضة للتعلق بهذه الأنظمة والخلط بين التعاطف الخوارزمي والرعاية الإنسانية الحقيقية. كذلك، حذّرت جهات رقابية في أوستراليا من مخاطر المحتوى غير الملائم، ومن ارتباط الاستخدام المفرط بالوحدة وانخفاض تقدير الذات.
المشكلة الأساسية أن هذه الروبوتات توفر "وهم الارتباط"، من دون القدرة على تقديم دعم واقعي أو تحمل مسؤولية. ورغم أن الشركات بدأت بالاعتراف بوجود فجوات في فهم الآثار النفسية الطويلة المدى، فإن تنظيم التقنية ما يزال محدوداً.
أوستراليا اتّخذت خطوات استباقية، عبر إلزام الشركات بتوضيح إجراءات الحماية ومنع التفاعل في الموضوعات الحساسة. لكن الخبراء يؤكدون أن الحلّ يتطلب إعادة تصميم هذه المنصات، وزيادة الشفافية، وتحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.

تُشبه هذه التطبيقات بتأثيرها منتجات قد تُصبح إدمانية إذا تركت بلا رقابة. والحل ليس المنع المطلق بل بناء "أحزمة أمان رقمية" تشمل حدوداً زمنية، حماية المحتوى، وتوعية الشباب بحدود التعاطف الاصطناعي.
ومع تسارع التقنية، يبقى السؤال: أي نوع من العلاقات الرقمية نريد أن ينشأ عليه الجيل القادم؟
نبض