روبوتات الذّكاء الاصطناعي... تثير التّفاعل وتفشل في تحريك المستخدمين
بينما تتسابق منصات التواصل الاجتماعي إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في آلياتها لتعزيز الحضور والتفاعل، تكشف دراسة علمية جديدة أن لهذه التقنيات حدوداً واضحة في قدرتها على تحفيز النشاط البشري. فقد توصلت دراسة صادرة عن معهد أبحاث العمليات وعلوم الإدارة (INFORMS) إلى أن الروبوتات الاجتماعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قادرة على رفع معدلات التفاعل مع المنشورات، لكنها تفشل في تشجيع المستخدمين على النشر والمشاركة الأوسع.
الدراسة المنشورة في مجلة Information Systems Research، ركزت على تجربة روبوت يُعرف باسم CommentRobot، يعتمد على نموذج لغوي ضخم أُطلق على منصة Weibo، أشهر منصات التدوين المصغّر في الصين. ويعمل هذا الروبوت على توليد تعليقات تلقائية على منشورات المستخدمين في النقاشات العامة، في محاولة لمحاكاة التفاعل البشري.
وبحسب التحليل الذي شمل أكثر من 106,000 منشور لـ 64,000 مستخدم خلال يناير 2024، فقد ارتفع عدد التعليقات على المنشورات التي تلقت تدخلات من الروبوت بنسبة 23%، وارتفع عدد الإعجابات بنسبة 11%. ومع ذلك، لم يُظهر المستخدمون الذين تفاعل معهم الروبوت أي زيادة في وتيرة نشاطهم أو عدد منشوراتهم اللاحقة.

كما أوضحت الدراسة أن جودة تعليقات الروبوت تمثل عنصراً حاسماً في مدى فعاليته، حيث إن التعليقات ذات الطابع الاجتماعي والملاءمة للسياق كانت أكثر جذباً للتفاعل من المستخدمين الآخرين. وبيّنت النتائج أن المستخدمين الأكثر نشاطاً استفادوا من تدخلات الروبوتات أكثر من غيرهم.
وخلص الباحثون إلى أن الروبوتات الاجتماعية يمكن أن تكون أداة فعّالة لزيادة التفاعل الظاهري والمشاركة اللحظية، لكنها لا تُحدث تغييراً جوهرياً في سلوك المستخدمين أو في حجم نشاطهم على المنصات، ما يشير إلى ضرورة إعادة تقييم دور هذه التقنية في بناء تفاعلات رقمية حقيقية.
نبض