أبوظبي تضع معياراً عالمياً للحوكمة الرقمية عبر منصة "تَم 4.0" في جيتكس 2025

أعلنت دائرة التمكين الحكومي في أبوظبي أنها تقترب من التشغيل الكامل لتقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع الجهات الحكومية، وذلك استعداداً لإطلاق منصة "تَم" 4.0 خلال مشاركتها في معرض جيتكس 2025 في تشرين الأول/أكتوبر المقبل. وتُعد المنصة الجديدة الأكثر تقدماً على مستوى العالم في مجال الحوكمة الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما يعكس رؤية الحكومة في إعادة ابتكار آليات تقديم الخدمات للأفراد.

منصة "تَم 4.0".. نقلة نوعية في الخدمات الحكومية

تُعيد المنصة صياغة العلاقة بين الحكومة والمجتمع عبر تقديم خدمات استباقية ومتكاملة، تهدف إلى تعزيز تجربة المتعاملين. وتمتاز بقدرتها على تنظيم الخدمات الحكومية بذكاء، والتنبؤ بالنتائج باستخدام تقنيات التعلم الآلي، فضلاً عن توفير مساعد افتراضي متعدد اللغات يقدم إرشادات شخصية لكل مستخدم.
وتتولى المنصة أتمتة القرارات الروتينية مثل الموافقات والامتثال، ما يسهل على المتعاملين إنجاز معاملاتهم ويتيح للموظفين التركيز على المهام ذات القيمة الأعلى.

وأكد رئيس دائرة التمكين الحكومي أن الهدف هو "بناء حكومة بسيطة وذكية وسريعة الاستجابة، تعكس التكنولوجيا التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية، وتجسّدها منصة تَم 4.0 بشكل عملي وملموس".

شعار منصة تم

100 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي عبر 40 جهة حكومية

نجحت أبوظبي في تطبيق أكثر من 100 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي في أكثر من 40 جهة حكومية، بعد انتقالها من مرحلة التجارب إلى التنفيذ الفعلي. وتشمل هذه التطبيقات:

تقديم خدمات استباقية عبر متابعة أحداث الحياة للمواطنين وتفعيل الخدمات الحكومية تلقائياً دون الحاجة إلى طلبات أو استمارات.

تحليل فوري للأنشطة الاقتصادية وفق القوانين واللوائح مع توفير إرشادات امتثال فورية.

استشراف احتياجات المستقبل وتوزيع القوى العاملة بشكل أمثل، إضافة إلى إتاحة الخدمات بأكثر من 15 لغة.

مجالس الذكاء الاصطناعي.. حوار مجتمعي

أطلقت الدائرة مبادرة "مجالس الذكاء الاصطناعي"، التي تحاكي المجالس الإماراتية التقليدية، لتعزيز الحوار المجتمعي ونشر الوعي حول التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي. وتعمل هذه الورش على إشراك المواطنين والمقيمين في رحلة التحول الرقمي، وضمان شمولية المشاركة عبر الدمج بين العادات الاجتماعية والابتكار التكنولوجي.

تدريب 30 ألف موظف حكومي على الذكاء الاصطناعي

يشهد الكادر الحكومي تحولاً جذرياً، حيث أكمل أكثر من 95% من موظفي حكومة أبوظبي، البالغ عددهم 30 ألفاً، برامج تدريب شاملة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويضمن هذا التأهيل تمكين الموظفين من استخدام التكنولوجيا لخدمة الصالح العام مع الحفاظ على الشفافية والرقابة.

كما استحدثت الحكومة وظائف جديدة مثل "رؤساء التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي" في كل جهة حكومية، لتعزيز الحوكمة الرقمية وترسيخ ثقة المجتمع.

استراتيجية أبوظبي الرقمية 2025 – 2027

وضعت الحكومة خطة الاستراتيجية الرقمية 2025 – 2027 بميزانية 13 مليار درهم، بهدف جعل أبوظبي أول حكومة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي بحلول 2027.
وترتكز الخطة على عدة محاور رئيسية تشمل:

اعتماد سحابة وطنية بنسبة 100%.

دمج الذكاء الاصطناعي بالكامل في الخدمات.

اتخاذ القرارات بناءً على البيانات.

إطار رقمي موحد.

منظومة قوية للأمن السيبراني.

وتسعى هذه الاستراتيجية إلى بناء بنية تحتية رقمية موحدة تعزز الكفاءة وتدعم التعاون مع قادة التكنولوجيا ورواد الأعمال، ما يتيح خدمات حكومية مترابطة وذكية تلبي احتياجات المواطنين والمقيمين والشركات بشكل استباقي.

نموذج عالمي للحوكمة المستقبلية

مع حلول عام 2027، تتطلع أبوظبي إلى أن تصبح نموذجاً عالمياً في تبني الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، بما يعيد صياغة العلاقة بين الحكومة والمجتمع، ويضمن تقديم خدمات عامة ميسرة تتمحور حول الإنسان، ويعزز الثقة من خلال حوكمة شفافة، تكيفية، ومهيأة للمستقبل.