بين الدعم والغشّ... زر غوغل الجديد يربك المدارس والجامعات

بينما كانت الجامعات الأميركية تستعد لبداية عام دراسي جديد، فوجئ أساتذة وطلاب بظهور زرّ جديد في متصفّح "غوغل كروم" يحمل اسم Homework Help، وصار بإمكان اي طالب، بضغطة واحدة، أن يحصل على إجابة مقترحة من الذكاء الاصطناعي خلال الاختبارات عبر الإنترنت. هذه الخطوة، التي أطلقتها "غوغل" في الثاني من أيلول/سبتمبر، سرعان ما أثارت جدلاً واسعاً حول حدود استخدام التكنولوجيا في التعليم، والخطر الذي قد تشكّله على النزاهة الأكاديمية.
أثار زرّ Homework Help، الذي أضافته الشركة، جدلاً واسعاً في الأوساط التربوية. الزر، الذي ظهر تلقائياً على مواقع تعليمية يستخدمها طلاب الجامعات والمدارس الثانوية، يتيح عبر خدمة Google Lens قراءة الأسئلة المعروضة على الشاشة وتقديم إجابات آلية، بما في ذلك خلال الامتحانات.
صحيفة "واشنطن بوست" أوضحت بأنّ جامعات أميركية عدّة، بينها Emory University وUniversity of Alabama وUniversity of California, Los Angeles (UCLA) وUniversity of California, Berkeley، حذّرت أساتذتها من الميزة التي وُصفت بأنها "أداة غشّ بضغطة زر". وبعد موجة الانتقادات، أعلنت "غوغل" تعليق هذه الخاصية موقتاً من دون التعهّد بإلغائها نهائياً، مؤكّدة في بيان أنها تواصل اختبار أدوات "تدعم عملية التعلّم" بالتنسيق مع المربّين.
Column: Google’s “homework help” is here, but teachers say it enables AI cheating. https://t.co/PBALjBXWQl
— The Washington Post (@washingtonpost) September 19, 2025
منظور تربوي وأكاديمي
في هذا السياق، وخلال حديثها لـ"النهار"، اعتبرت الخبيرة التربوية في التعليم والتدريب ليال غدار أنّ زر Homework Help يمثّل "نقلة نوعية في دعم الطلاب، إذ يتيح لهم الوصول السريع إلى إجابات ومعلومات تساعدهم على فهم المفاهيم المعقّدة". لكنها حذّرت في المقابل من أن "الاعتماد الكامل على الأداة قد يقلّل من فرص الطلاب في ممارسة التفكير النقدي وحلّ المشكلات بأنفسهم، ما قد يؤثّر سلباً على مهاراتهم الأكاديمية على المدى الطويل".
البعد الأخلاقي والرقابي
وأضافت غدار أنّه لتحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومنع استغلاله للغش، فإن "الحلول التقنية وحدها ليست كافية"، موضحة أنّه "لا بدّ من وضع سياسات تربوية وتوجيهات تعليمية ترافق هذه الأدوات، لتعزيز النزاهة الأكاديمية وتشجيع التعلم الذاتي".
التأثير على دور المعلّم
أما في ما يتعلّق بدور المعلّم، فأكدت غدار أنّ "إدماج أدوات مثل هذه لا يقلّل من أهميته، بل يفتح أمامه المجال للتركيز على تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الطلاب"، مشددة على أن "المعلّم يظلّ مرشداً وموجهاً أساسياً، وأن التفاعل البشري عنصر لا غنى عنه لدعم النمو الأكاديمي والاجتماعي للطلاب".
مستقبل التعليم والذكاء الاصطناعي
وختمت غدار بالقول إن "طرق التدريس والتقييم خلال السنوات المقبلة ستتغيّر لتصبح أكثر تركيزاً على التحليل وحل المشكلات بدلاً من الحفظ التقليدي"، لافتة إلى أنّ "الضغط للحفاظ على النزاهة الأكاديمية سيستدعي سياسات واضحة وتقييماً مصمّماً لقياس الفهم الفعلي للطلاب، مع استخدام التكنولوجيا بشكل مدروس لتعزيز التعلّم لا لتسهيل الغش".