عطلات بتوقيع الخوارزميات: تجربة أسرع وأقل تفرّداً
يشهد قطاع السياحة تحولاً كبيراً مع تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي بي تي" و"ديبسيك" و"مانوس" في التخطيط للرحلات. توفر هذه الأدوات على المسافر عناء البحث الطويل في الإنترنت، إذ تقدم برامج سياحية جاهزة وتقترح مطاعم ومعالم، إضافة إلى مساعدتها في الترجمة والتواصل مع السكان المحليين، ما يجعلها وسيلة فعّالة لتجاوز حواجز اللغة والثقافة.
غير أن هذا التطور لا يخلو من انتقادات. فالاعتماد الكبير على البيانات المجمعة من المواقع الإلكترونية يجعل التوصيات مكررة، وتعتمد غالباً على أشهر الوجهات السياحية، بينما يتم تجاهل الأماكن المحلية الأصيلة التي لا تحظى بحضور رقمي واسع. كما أن بعض المعلومات قد تكون قديمة أو خاطئة، ما يعرض السياح لمواقف محرجة، أو يوجههم إلى أماكن مغلقة أو مزدحمة.
ويحذر الخبراء في السياحة من أن هذا النمط في البحث يهدد بتوحيد تجارب السفر عالمياً، إذ باتت خوارزميات التوصية ووسائل التواصل الاجتماعي تدفع أعداداً ضخمة من الزوار إلى مواقع معينة، مسببة ازدحاماً خانقاً في بعض الوجهات، مثلما حدث قرب جبل فوجي في اليابان، حين اضطرت السلطات إلى حجب الإطلالة الشهيرة بسبب تدفق السياح.


رغم هذه السلبيات، يبقى الذكاء الاصطناعي أداةً قيّمة تسهّل الرحلات وتفتح آفاقاً جديدة للسفر، شرط استخدامه بحذر، وعدم الاعتماد الكامل عليه، وترك مساحة للاكتشاف العفوي وسؤال السكان المحليين عن أماكنهم المميزة.
نبض