بعد أكثر من عام على هجوم البيجر: دول وجيوش تٌطالب إسرائيل بسلاح سيبراني "وهمي"

تكنولوجيا 30-12-2025 | 18:34

بعد أكثر من عام على هجوم البيجر: دول وجيوش تٌطالب إسرائيل بسلاح سيبراني "وهمي"

التفسير الوحيد المعقول، والذي تأكد لاحقاً، كان ما يُعرف بـ"هجوم سلسلة التوريد"، وهو هجوم مادي أكثر منه رقمياً. أي لم يكن هذا إنجازاً سيبرانياً متقدماً بقدر ما كان عملية استخباراتية معقدة.
بعد أكثر من عام على هجوم البيجر: دول وجيوش تٌطالب إسرائيل بسلاح سيبراني "وهمي"
هجوم البيجر
Smaller Bigger

منذ عملية تفجير أجهزة البيجر تلقّت الجهات الإسرائيلية طلبات للحصول على أدوات تُعرف بالـ(kinetic cyber) وهي القادرة على تحويل الأجهزة الإلكترونية إلى قنابل. لكن هذه الأدوات غير موجودة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

عند وقوع هجوم البيجرز في أيلول من العام الماضي سرعان ما بدأت التكهنات حول سبب الانفجارات.

 

وانتشرت شائعات تقول إن ما حدث هو "هجوم سيبراني" أدى بطريقة ما إلى ارتفاع حرارة بطاريات أجهزة النداء وتحويلها إلى عبوات ناسفة متنقلة. هذه الرواية السيبرانية اكتسبت زخماً: فكرة أن البرمجيات وحدها، من دون متفجرات أو وصول مادي، حوّلت أجهزة اتصال يومية إلى قنابل، نوقشت على نطاق واسع.

لكن مسؤولي استخبارات، ومهندسين، وشخصيات إسرائيلية بارزة حالياً وسابقاً في القطاع، تواصلت معهم الصحيفة في الساعات الأولى بعد الهجوم، أجمعوا على أمر واحد: هذا لم يكن هجوماً سيبرانياً.

واتفق معظمهم على أن سيناريو انفجار البطاريات غير ممكن ببساطة. فبطاريات الليثيوم الصغيرة لا تنفجر بالشكل الذي ظهر في الفيديوهات، وحتى لو أمكن نظرياً تسخينها عن بُعد، فإن تنسيق تفجير أكثر من 3000 جهاز في الوقت نفسه أمر غير واقعي.

 

المصدر: رويترز
المصدر: رويترز

 

 

التفسير الوحيد المعقول، والذي تأكد لاحقاً، كان ما يُعرف بـ"هجوم سلسلة التوريد"، وهو هجوم مادي أكثر منه رقمياً. أي لم يكن هذا إنجازاً سيبرانياً متقدماً بقدر ما كان عملية استخباراتية معقدة.

وتقر الصحيفة بأنه لم تسمح الرقابة العسكرية بنشر ذلك إلا بعد أن بدأت وسائل إعلام أجنبية تكشف التفاصيل الكاملة. لكن في تلك اللحظة، كانت الرواية السيبرانية قد ترسخت بالفعل.

 

الانطباع الخاطئ بأن إسرائيل تمتلك قدرات سيبرانية تتيح لها تحويل أجهزة إلكترونية بسيطة إلى قنابل موقوتة، خلق خلال العام الماضي طلباً متزايداً لدى جيوش ودول أخرى: ما بدا وظُن أن إسرائيل تمتلكه، بات الآخرون يريدونه أيضاً.

 

اليوم، يقول عاملون في الصناعات التكنولوجية الإسرائيلية، من باحثين في الهجوم السيبراني ومديرين تنفيذيين وغيرهم، إن دولاً تسعى إلى الحصول على قدرات مشابهة.

وبحسب مصادر تحدثت إلى هآرتس، فقد أعرب ممثلو دول مختلفة، وأطراف تزوّد الحكومات بتقنيات استخبارات وأمن قومي، عن اهتمامهم بقدرات يمكن أن تتسبب بانفجار الأجهزة أو تدميرها ذاتياً.

وتشمل هذه الطلبات هواتف، وسماعات لاسلكية، وأنظمة اتصالات، وكاميرات، وحتى بطاريات سيارات.

وهي ليست طلبات رسمية، وفقاً للصحيفة، بل استفسارات تطرح في محادثات جانبية.

وما يطلبه هؤلاء، كما وصفه أحد العاملين في المجال، هو "قدرات سيبرانية حركية"، وهو مصطلح متناقض بحد ذاته، لأن "السيبراني" يعني الرقمي، فيما يشير "الحركي" بطبيعة الحال إلى التأثير الفيزيائي.

الأكثر قراءة

العالم العربي 12/29/2025 6:20:00 PM
القادة هم: أبو عبيدة ومحمد السنوار ومحمد شبانة ورائد سعد وأبو عمر السوري.
اقتصاد وأعمال 12/29/2025 5:34:00 AM
"بات من مصلحة المكلفين التصريح عن مداخيلهم وتسديد الضرائب ضمن المهل القانونية، تفاديا لرفع السرية المصرفية عن حساباتهم"
النهار تتحقق 12/27/2025 11:17:00 AM
لحظة إنقاذ في الحرم المكي استثنائية، "بطولية" في وصف مستخدمين. ماذا عرفنا عن هذه الصورة؟ 
لبنان 12/29/2025 12:37:00 PM
سمير جعجع دعا إلى عدم التصويت لمحور الممانعة أو "التيار الوطني الحر"