كشفت دراسة حديثة أعدّها باحثون من جامعة كوليدج لندن (UCL) وجامعة كولومبيا البريطانية أن الأشخاص الأكثر إلماماً بالتكنولوجيا واستخداماً لها هم الأكثر قلقاً من آثارها السلبية، خصوصاً ما يتعلق منها بالخصوصية الرقمية، وانتشار المعلومات المضللة، وتداخل العمل مع الحياة الشخصية. ونُشرت الدراسة في مجلة Information, Communication & Society.

اعتمدت الدراسة على بيانات "المسح الاجتماعي الأوروبي" (ESS)، الذي يجمع معلومات تمثيلية عن المواقف والسلوكيات العامة في أوروبا، حيث حلّل الباحثون إجابات نحو 50 ألف مشارك من 30 دولة ما بين عامي 2020 و2022. وقيّم المشاركون مدى تأثير التكنولوجيا الرقمية على الخصوصية، ودورها في نشر التضليل، وتأثيرها على حدود العمل والحياة، ضمن مؤشر للقلق الرقمي تراوح بين صفر وواحد.

وأظهرت النتائج أن جيل الألفية (25–44 عاماً) سجّل أعلى مستويات القلق مقارنة بالفئات العمرية الأصغر والأكبر، من دون فوارق تُذكر بين الرجال والنساء أو بين مستويات الدخل أو بين المناطق الحضرية والريفية. وسُجّل أدنى مستوى للقلق الرقمي في بلغاريا، بينما بلغ ذروته في هولندا، تلتها المملكة المتحدة.

كذلك بيّنت الدراسة أن المهاجرين والأشخاص العاملين أبدوا مستويات قلق أقل من غيرهم، في حين سجّل أصحاب التعليم المتوسط والعالي مستويات قلق أعلى مقارنة بذوي التعليم المحدود. ولاحظ الباحثون مفارقة لافتة مفادها أن ازدياد المعرفة والاحتكاك اليومي بالتكنولوجيا لا يخفف القلق، بل يعززه.

شعار منصة فايسبوك (مواقع)

وأوضح معدّو الدراسة أن هذا القلق المتصاعد يعكس شعوراً بفقدان السيطرة على تبعات التحول الرقمي المتسارع، محذّرين من أن تجاهل الأبعاد النفسية والاجتماعية للتكنولوجيا، في ظل تسارع تطور الذكاء الاصطناعي، قد يؤثر سلباً على جودة الحياة والرفاه الفردي والمجتمعي.